بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 آذار 2018 12:04م معرض الفنان ميشال معيكي لغة الاتصال باللون من خلال التجريد

حجم الخط
تتنقل حكايا اللون الفردية في لوحات الفنان «ميشال معيكي» (Michel Maaiki) من طور الخيال الى التدرج التجريدي  بعيداً عن التشخيص الواقعي، وبانفعالات  مستوحاة من طفولة  تعيد هيكلة الانفراجات النفسية لمن يتأمل لوحاته التشكيلية. فيعيد لغة الاتصال باللون من خلال التجريد الذي يعتمد على تجديد الخيال وعوامله المرنة، في خلق استمرارية وجودية، مراعيا الجوانب الحسية في اشتقاقات الالوان وتدرجها، وانصهارها وانفصالها بالمعنى التكويني. اي وفق اهداف اللوحة وتذليلها لصعوبات فنية، مما يخلق عفوية في تشكيل لانماط بدائية تنبع من النفس على نحو موسيقي  يولد من نغمات كل لون ودرجته العالية او المنخفضة، لاستثارة الحواس البصرية ولتوليف حكايا اللون، وربطها بالابعاد  ضمن رمزية الحكايا على وجه الخصوص. اذ تتكيف الفراغات مع الضوء وتتناسق عبر مساحات يتلاعب بها فنتازماتيا اي بشكل يميل الى الخرافة او الاسطورة او حتى التجريد المطلق للتعبير بوصفه يخرج من اللاوعي نحو اللامحدود او اللانهائية الضوئية والتأملات التي تكشف عن زوايا نفسية يضعها «ميشال معيكي» ضمن حكايا فردية للون كونه الحكاية في لوحات تثير الغموض لتقاطعها وتداخلها في آن معا.
يكشف الفنان «ميشال معيكي»  عن علائقية الالوان بالفراغات والتواصل البصري مع الاختلاطات ذات المعنى الانتقالي من الجزء الى الكل وبالعكس، وضمن السياق النفسي لفن تشكيلي يفترض بالتجريد اعطاء مصطلحات واسعة لحياة معقدة يتم تبسيطها تجريديا وفق علامات الالوان الباردة والحارة، ومجازية العناصر الاخرى التي تتحول الى هيكيلية فنية لها ابعادها النفسية كحكايات حالمة مفككة من ارتباطات الواقع والوعي الترابطي. اي الانعكاسات المرتبطة بترميز ايحائي يهدف الى دعم الاسس الفنية في اللوحة والقدرة على خلق الفوضى اللونية المنظمة، باعتبارها لغة بصرية مشتركة بين التنظيم والفوضى النفسية التي تصيب الاشكال. او بمعنى آخر الذات، وهذا ما يمنح الالوان خيالا قادراً على ترجمة التجانس بين الالوان والاحلام والحكايا او الذكريات،  كأنه روائي لخيال فرويدي من خلال الفن التشكيلي  والاطر السردية والبصرية فيه ، المستوحى من الرومانسية والحكايات والهوية الخيالية في الفن البصري او الانثروبولوجية وفضاءات التخييل النسبي لحكايا الالوان او بعبارة اخرى لغة الاتصال باللون من خلال التجريد  الذي يعتمد على تجديد الخيال. 
تخيل وتجريد وانتقال من الكتلة اللونية الى الفراغات، لفتح حوارات تتمحور حول تلقائية التخيل، لفهم الحركة اللونية وتقاطعاتها المتحررة من التقاليد الكلاسيكية للالوان، وبالتالي لحكايا يستبطنها نفسيا لينقل بصريا وجهات نظر فنية بمكونات تشكيلية متماسكة من حيث الانفلات من التقاليد والموروثات  نحو احتفاليات الالوان، والضوء والفراغات والمساحات الممتدة المتعلقة بقوة الملاحظة بين الالوان والعلاقات بينها، وبين الفراغات وقدرتها على التخييل الثري، وبكفاءة بصرية تشبه الحكاية الشفهية والمعنى التخيلي المفتوح فيها  من الجزء الى الكل او اللانهاية. فهل يحاول الفنان «ميشال معيكي»  نقل احاسيسه عبر مساحات  اللوحات؟. ام هي نظريات فرويدية في الفن التشكيلي؟ 
تستند لوحات الفنان «ميشال معيكي» على التباين الموضوعي بين الالوان،  ومتغيرات الضوء  الذي يحتوي على نسب معينة لتدرجات يحاكيها بالمشاعر والعواطف التي يبحث من خلالها عن الذات او الانا،  لابراز الحنين والامل رغم القلق النفسي الذي نعانيه في الحياة،  وهو تجريدي النزعة  وبتوازن هادىء يعكس قيمة الفراغات التي تهدف الى التبسيط المفرط في الفن التشكيلي ودوافعه النفسية  للوصول الى اساسيات بصرية هي لغة نفسية ذات تجريد نقي. 
اعمال الفنان «ميشال معيكي» (Michel Maaiki) في غاليري اكزود (Gallery Exod ashrafieh) الاشرفية ويستمر حتى 13اذار 2018.

dohamol@hotmail.com