بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 أيلول 2019 12:01ص معرض الفنان نبيل نحاس الحسابات الجيومترية الدقيقة

من المعرض من المعرض
حجم الخط
تتوازن التفاصيل الفنية في أعمال الفنان «نبيل نحاس» (Nabil Nahas) التي تعرض في غاليري «صالح بركات» ما بين النظام والفوضى والحسابات الجيومترية حيث تتواءم الأشكال، وتنتج بتكاثر أعداد جديدة تتماثل مع بعضها البعض وفق زوايا محددة تمنح بقية الأشكال أحجامها المختلفة والمتناقضة مع بعضها، لكنها تنسجم مع المساحات الداخلية أو حيث مواقعها كمواقع النجوم أو الحسابات الفلكية القائمة على جمع النقاط التي تتوحّد مع الأشكال المنسوجة لونيا، ومع طبيعة الحركة الناتجة عن تناسق الأبعاد وجماليتها المتوالدة من الشكل الأساسي المحسوب بقياساته بدقة حيث يبدو الجزء هو الكل وبالعكس، مما يجعل توالد الأشكال هو ناتج المعادلات التي تتغذى من الألوان، وبهذا هو يقدّم نظرة فنية ذات قواعد رياضية غير محدودة التكاثر، بل قادرة على التكرار دون رتابة خاصة عند الغوص في الفراغات التي تتشكّل بين الأجزاء بفن بصري يتطوّر حركيا كلما تعمّقنا في تأمّل اللوحة.

تتقاطع الأجزاء وتلتقي عند كل شكل من الأشكال الحسابية الناتجة عن الحركة وسرعتها ان في الشكل أو الحجم أو حتى تدرّجات الألوان وان اجتمعت تحت راية فنية تلامس التجريد وتتطلع الى الهندسي، إلا انها تتطوّر عن طريق الحسابات والأبعاد أثناء الرسم والتأليف بين نظامي وفوضوي حيث تلتقي الكائنات في كونيات هي مساحات تجتمع في مساحة مفتوحة الأطراف ذهنيا، وبمعنى آخر الى ما لا نهاية، وبزخرفة لونية ذات ليونة تجمع الحار والبارد بثنائية تلتقي مع الأنماط المختلطة بيولوجيا، كما الواقع الكوني أو الحياتي الطبيعي للأشكال البكر في الطبيعة والكون. فهل يمكن طي هذه الأشكال التي تمتد حيث اللانهاية؟ أو هل تتوالد وفق التكاثر البيولوجي لكل خلية في الكون لا ترى بالعين المجرّدة ونراها وفق ريشة الفنان «نبيل نحاس» التي تشبه المجهر البصري المكتشف لتكاثر الألوان والأشكال؟

تطغى التطلّعات الفنية على الحسابية في أعمال الفنان «نبيل نحاس» من حيث الرؤية البيولوجية للشكل، فيستطرد بالمعالجات البصرية القادرة على الخروج من الجزء الى الكل، لتصبح الأجزاء اختلاطات ديناميكية بصياغة محددة تنقل البصر من حال الى حال مستمدا كل ذلك من قوانين التطوّر في الطبيعة ذات البداية الفطرية البسيطة للغاية، إلا أنها في الحقيقة معقدة ولا يمكن التنبؤ بها، إذ يستسلم لريشته المجهرية، ومع التفاعلات اللونية وجسيماتها أو جزئياتها مهتما بالسعة أو الاتساع المفتوح وفق الحسابات الدقيقة بداية التي تنتج بعضها البعض فيزيائيا، وبتراكم كمّي يضعنا مباشرة أمام تكويناته التشكيلية المثيرة للدهشة، والقادرة على بثّ الكثير من التساؤلات عن طبيعة الحركة في جزئيات الطبيعة الكونية حيث تتشكّل الكائنات، كما التفاصيل الفنية في لوحات «نبيل نحاس» التي تضم الأفكار الحسابية مع عشوائيات الألوان، ونظام تحديد نقاط الانطلاق بتعقيد ربما تنضح منه البساطة، وان ضمن التنبؤ بما هو قادم من حركة حتمية لقيم تتابعية هي تسلسل بطيء لفوضويات يمكن ترتيبها أو العودة الى أساسياتها، لندرك ماهية رسوماته وقدرتها على استنباط القوانين الرياضية.

يواجه الفنان «نبيل نحاس» الظواهر الطبيعية برسومات تفسيرية لنظريات التطوّر وطبيعة الحركة بين الخلايا الكونية الحيّة أو التي تنقسم وتتزايد وتتراءى كأنها تطريزات جزئية، ملتزما بقوانين حسابية أساسية في خلق كل الموتيفات التي يمنحها الحياة الفنية بجمالية تدهش البصر باعتبارها واحدة من نظرية تشكيلية يلتزم بها نسبيا على نطاق مجهري كمّي تتكاثر من خلاله الأشكال المتوافقة مع وحداتها، أو بالأحرى ذاتيتها الوجودية التي يصرُّ من خلالها على التفرّد في إلتقاط الظواهر الجمالية فنيا من الكون أولا. فهل من نظرة خوارزمية في أعماله أو هي كسور حسابية في فن تشكيلي؟

معرض الفنان «نبيل نحاس» (Nabil Nahas) في غاليري صالح بركات.