بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 حزيران 2018 12:03ص معرض الفنان نيكولاس هيرمان

الصورة الفوتوغرافية تعمق الفلسفة نحو المجهول

حجم الخط
يتساءل الفنان «نيكولاس هيرمان» (Nicolas Hermann)  عن مفهومين غامضين بالنسبة للانسان، وان استطاعت العدسة الكشف عن اتساع المدى الكوني للضوء والعتمة وللزمان والمكان،   وكل ما هو غير مألوف للانسان، وان تعلقت به الحواس وحاولت تفسيره  للتعرف على جوهره تبقى الثوابت المجهولة او كل ما هو علمي معرّف او كل ما يراه البصر مرتبطاً بمعرفته وحدوده اللدنية.  اما الصورة الفوتوغرافية التي تعمق الفلسفة نحو المجهول من الاشياء الموجودة حولنا، ولا تراها العين المجردة،  وهذا ما يثير الفنان «نيكولاس هيرمان» مما يجعله يتلمس الطريق الضوئي لفهم محور اهتمامات الانسان وتحليلاته الفلسفية باحثا عن الوعي الوجودي من خلال الصورة وغموضها الاكبر المتعلق بتفاصيل الانماط المختلفة في الطبيعة او الكون وتطوراتها ضمن العتمة والضوء والفكرة الرمزية للوجود وللبيئة من حولنا، وغرابتها خاصة عند التقاط جزئيات من مشهد نراه او حتى لا نراه. انما نحاول اكتشافه من خلال جزئيات الضوء الصغيرة القادرة على منح الصورة حيوية الانسان وتفاعله مع من حوله. ان ضمن مفردات فوتوغرافية تنسج من خيالاتها تساؤلات عن الوجود الذاتي ووجود الاخر في فضاءات مختلفة مادية وحسية صغيرة وكبيرة كونية او بيئية محدودة وفي جميع الحالات هي محاكاة فلسفية ضوئية من خلال الصورة الفوتوغرافية واهميتها في التقاط بصري يتمدد مع الحواس ويمنحها الكثير من النبض الحيوي المؤتلف مع مفاهيم المكان والزمان والضوء والعتمة وغير ذلك. وان من خلال ما يترجمه الفكر من حركة معاكسة لما نفكر به ويدفعنا له المشهد الجزئي المثير للتفكر وبالتالي لالتقاط الصورة التي تشكل الذاكرة لما فكرنا به او بحثنا عنه او تعمقنا في ماهيته؟ فهل كل ما حولنا يتشكل كما نتشكل نحن؟ 
كيف نفكر؟ كيف نتصور الوجود؟ كيف نجمع بصريا المحاور في صورة تتجانس فيها العناصر مع المساحة المحدودة للصورة، وغير المحدودة لخيالنا الذي يسمح بالاتصال بين ما هو محسوس وغير محسوس.  كأن الفنان «نيكولاس هيرمان» يبحث عن التجانس المركزي، وكل ما هو فوضوي الحواس والدقيق النظم او عن العبثية والوجودية والتكييف الزمني مع النقيض المكاني. او بالاحرى الاستحضار الوقتي للزمن والزمان او المادية والروحية الناتجة عن غواية الضوء للعدسة وقدرتها على جمع المكان المتأثر منه ضمن جغرافية دنيوية. واخرى ما ورائية وكأن الفنان «نيكولاس هيرمان» يمتلك فلسفة ضوئية يترجمها من خلال الصور التي يلتقطها ويجعل منها المعنى الباحث عن الانسان في كل زمان ومكان منذ الخلق وحتى الان. 
تلعب الذاكرة دورا اساسيا في حياة الانسان وفي الزمن وفي الضوء الذي يشكل ترجمة فوتوغرافية لكل ما تلتقطه العدسة بثنائية تتناقض مع بعضها البعض كالضوء والعتمة او الزمن القديم والحديث وما يجمعهما! او الملموس والوهمي وقدرة التذكر للانسان لتشكيل الوعي بين الماضي والحاضر، والجزئيات المشتركة في اطار الصورة الفوتوغرافية او التمثيل الايماني بالوجود وقوته وصورة الذاكرة الشبيهة بالضوء. لهذا فان نيكولاس يبحث في الفكر الضوئي عن تطور الفكر الانساني الغيبي عن الاشياء من حوله كالماضي والاساطير، والتاريخ واساسيات الوجود الواحدة التي يتشكل منها المكان، وبتعاقب الحياة مهتما بالفكر الانساني ومسؤولياته من خلال صورة يضعها امام المتلقي . ليثير التفكر ويفتح حدود الفلسفات الاخرى نحو الطاقة الخلاقة وفضاءاتها التي يتخطى من خلالها الانسان ماديات وجوده بعد حيوات. لادراك الكائنات التي تعيش معنا ولا نراها، انما يدركها الحس الفلسفي وبستنتجها المنطق المتأثر بجغرافيا المكان او الابعاد وكما يقول «التصوير الفوتوغرافي هو الخيط الذي يربطني بالسعي الشخصي لهويتي، مما يغذي حاجتي  الدائمة للمزيد من المواجهات الانسانية المدهشة في كل مرة افتتن بها بطعم المخاطر والمجهول، مما يجعلني التقط الصور لما اشعر به من خلال رحلاتي التي اصبحت ذاكرة ذاكرتي تدريجيا واصبحت يومياتي بادراك الواقع، واحاول بذلك خلق العالم البصري من الزمن حيث يتأرجح الانسان بين الانانية والتوتر والغموض « فهل يمكن فتح الصور الفوتوغرافية على فلسفات مختلفة لتكون بمثابة النصوص البصرية القادرة على خلق فضاءات فلسفية مختلفة؟ 
معرض الفنان» نيكولاس هيرمان» (Nicolas Hermann) في غاليري ارتلاب ويستمر حتى 30 حزيران. 

dohamol@hotmail.com