بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 تشرين الثاني 2018 12:14ص معرض الفنانة باسمة بطولي صياغة حسيّة مصهورة فنياً

حجم الخط
ترتبط  الالوان في لوحات الفنانة التشكيلية «باسمة بطولي» بالازرق والاخضر والبنفسج،   وصولا للذهبي والشغف الأنثوي المرتبط بالمرأة والوشاح الموشى بثلاثية النقاط، وتميزاتها الفنية التي تحتفظ بها في اشكال  ذات تصاوير انبثقت من مخيلة الابداع الشاعري الى التشكيلي. وبثنائية الصياغة الحسية المصهورة فنيا  بنقاط متماسكة مشدودة الى بعضها البعض بخطوط وهمية حددتها تلقائيا باستبطان يرفد بزوايا المثلث  الذي يزودنا بروحية الصفاء التعبيري ذات قسمات توجتها بديمومة المرأة والتلاشي، والحبك اللوني الرمزي من الأزرق الى خصوبة الاخضر، فالبنفسجي والثلاثية التي لا تفارقها. ان بالنقاط او بالطيف الانثوي الذي يأخذنا الى العذراء او المرأة القديسة او المرأة المريمية التي تخفي جمالها، فتزداد القا في لوحات مضمخة بلمسات ريشة شاعرية ترفل بالغواية التشكيلية  المظللة بصريا بخطوط تعبر بنا الى الوعي الوجودي، والحلم والشاعرية والمخيلة المتلاشية بين ثنايا الواقع بتعبير متجرد من رموز بسطتها في لوحات هي موصدة ومفتوحة في آن. لأنها متصالحة مع العالم الداخلي الذي يجعلها قادرة على الامساك بالشكل من كافة زواياه ووضعه في المسار دون ان يتجاوز سواه. 
تتغنى الفنانة «باسمة بطولي»  بالخطوط اللونية، كأنها خلجات النفس الشاعرية، وايقاعاتها المتوازنة مع ضبط ايقاعي للخطوط التي تناجي بها الفضاءات المتخيلة او الفراغات المفتوحة الى الماورائيات  او الذاكرة الباحثة عن الاحلام  الذائبة في واقع من لون شفاف تلوذ به، ليترجم احاسيسها المخفية، كبخور حسي بصري له ترنيماته وتراتيله المشبعة بعذوبة الانعكاسات التي تتسع في اسفلها وبالعكس. لتكون اشبه بمنظار ضوئي تعبر منه نحو الضفة الاخرى من الحياة الماورائية او حياة وجدانية هي خفقة ريشة ترتعش مع ظلال الضوء برقة متناهية، وشفافية تختزن الكثير من التعابير الشاعرية الموزونة تشكيليا او المنضبطة مع الاجلال وعظمة المرأة، بالتالي هي انكشاف لغموض الرجل في معرضها  الذي ترجمت وجوده بالمرأة، وبثنائيتها وقدرتها على الاحتواء، وعلى ابراز الجمال من نوافذ ضوئية مؤثرة بتدرجاتها مع الالوان الداكنة والفاتحة، واللطشات التي تتركها لتغدو كفواصل بين الواقع والخيال،  والمرأة المشتهاة في حياة كللتها بالأزرق المريمي والاخضر الخصب،  والبنفسجي الذي يرمز الى ديمومة الشعور بالحياة، وكأن الريشة تعزف مواويلها، لتفيض المرأة في لوحاتها بانوثة هي انبعاث في ضوء تتشكل منه المرأة المتجذرة مع وشاح هو تأمل لقدسية الوجود في فن يميل الى التماهي مع الذات الشاعرية التي ترشح بالجمال.  فهل يمكن التقاط النقاط الاساسية في لوحات الفنانة «باسمة بطولي»  أم هي وهمية في تكوينها، لتبقى ضمن ايحاءات الجمال العذري او المشاعر الجمالية التي تجتاح النفس عند رؤية المرأة.؟ 
جمال وقداسة ورؤية فنية سبغتها بتوازن الضوء مع الخطوط اللونية، لتمنح لوحاتها نورانية  ترتسم على محيا المرأة بوشاحها والوانها، وحتى زهورها وحدائقها في غيابها وحضورها وضمن محاريب الجمال التي تهبها التموجات اللونية القادرة على التلاعب بمقامات اللون والحركة والتناغم الحسي والبصري الذي يستحث البصر على التقاط الشاعرية الفنية في لوحات ذات شجون تحث النفس على التغني بالحياة وخلق الفرح والجمال، والمثابرة على تتبع السمات الاساسية في لوحات مشحونة برؤى تهيمن عليها الاحلام والخيال والماورائيات، والقدرة على جعل المرأة هي ميزان الجمال في وجود مغمس بالطبيعة والحياة، وبفردوس خاص هو لوحة بتولية تؤنس الروح في جسد غطته بشفافية. لتبقي على الجسد الانثوي خفاياه ومفاتنه، لتغمربصرنا بتماوج الوانها المشتهاة بين ما هو حار وبارد، وبأصداء خطوطها وتفاصيل لوحاتها المضمخة بعطر امرأة هي الفنانة التشكيلية باسمة بطولي. 
معرض الفنانة التشكيلية باسمة بطولي الذي اقامته جمعية تراث وفنون في غرفة التجارة والصناعة طرابلس.