بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 أيلول 2017 12:02ص معرض الفنانة زينة الخليل الروحانيّة الجماليّة المثقلة بالفنّ وفق شتّى أساليبه البصريّة والسمعيّة

حجم الخط
تداوي الفنانة «زينة الخليل»  في معرضها الذي يقام  في «بيت بيروت»  المكان بصفته الواقع الذي تعرض لشتى ضروب الخراب،  فتعيد له الضوء المسلوب الذي يجدد من اهمية المكان للانسان متخذة من الذاكرة التاريخية انطلاقة فنية، لرؤية تعيد الحياة وتنشرها على بقعة تجسد الارض البشرية التي نسكنها.  لتكون بمثابة الروحانية الجمالية المثقلة بالفن وفق شتى اساليبه البصرية والسمعية معا. لتمتلئ الحواس بالفكرة الجوهرية لتنشيط ذاكرة التاريخ واعادة الإحياء،  لجزء كبير  من خلال الفن والموسيقى والشعر.اذ تنبض الامكنة الخراب بروحانية الوجود وجمالية الكلمة والشكل واللحن. لتؤثر ايجابيا على تنشيط ما دمرته الحرب سابقا ووضعه في ميدان الحياة.  فيصبح  نقطة السلام التي تنشر الفن والضوء والنور الى ذاكرة تاريخية كانت معتمة.  لتضيئها «زينة خليل»  بمفهوم الفن والسلام.
ان ذاكرة الوطن لا تطوى ما لم يعاد لها الحياة والوجه الانساني الذي حرمت منه، وهذا ما تحمل حقائبه الفنانة «زينة خليل»  ليكون الشفاء الكامل لذاكرة الحرب الشرسة المرسومة على الامكنة الخراب الباقية. اذ تتسم الهجمة الشرسة على الابنية ومخلفات الحروب ما ينعكس على الانسان بشكل سلبي. لهذا اختارت «زينة الخليل»  بيت بيروت ليكون  ترجمة للحياة بجمالية العائد الى الذاكرة التي يجب ان تشفى تماما من جراحها.  ليكون المستقبل هو بؤرة السلام على مستوى العالم دون التفرد بالمناطقية او المذهبية. لأن الفن يحاكي كافة الاطياف الانسانية،  كما يحاكي الحجر والبشر والامكنة المهجورة او تلك التي تعرضت لاعتداءات الحروب،  والمسكن حين نمنحه من جمالية الصورة ما يعيد له أوجه الحياة المختلفة  والفضاءات التخيلية الفسيحة في خضم  المؤثرات الحسية التي اهتمت بها الخليل،  وبتوازن حسي مع الكلمة والنغمة واللون،  وحتى الحركة البصرية المتوهجة مع ما يعم المكان من اوجاع يمكن تحويلها الى شفاء تام. 
معرض فني  يعين على ادراك اهمية اعادة الاحياء لذاكرة تنتفض وتنهض من كبوة الخراب الى البناء البصري على مستوى المفهوم البشري، وبرمزية واستدلال تشكيلي وموسيقي وشعري.   لجأت اليه الخليل عبر تكوين هوية الذاكرة المبتورة والمنسية، ووضعها على نقطة جغرافية بمثابة الهوية العالمية للنهوض الثقافي من خلال التكوين المفاهيمي المنغمس فنيا بالتشكيل وسواه. ليصبح مزارا للانسان الذي غاب عنه دون ان تستثني الضوء الذي طمسته مع الاسود،  واعادت نضارته مع الاخضر كرمز للخط الاخضر الفاصل في الماضي،  والذي اعادت تصحيحه ليكون رمز الجمال والحياة والبقاء او خارطة للصعود بالذاكرة التاريخية لبيروت نحو الجمال،  وبتقاطع مع الوجوه الفنية والرموز التي جمعتها في بيت بيروت.  
إن الفهم لفكرة الفنانة «زينة الخليل»  وجماليتها في رسم خارطة لاعادة الحياة ذاكرة تاريخية لبيروت  هي الالتزام بجمع الخيوط التي نسجتها في هذا المكان. ساعية الى ابراز وجه الحضارة التاريخية لمنطقة تعرضت لشتى انواع التخريب مجددة خطوات  البناء الفني، والسعي لفتح ذاكرة تجسد تدفقاً  فنياً نوعياً وحقيقياً  ينقلنا من مرحلة لم تبق دون تصحيح،   لتزيل الضبابية التي لفت عدة نقاط تم اقتطاعها، وتراكم عليها غبار الزمن بالفن والنظرة الحياتية التي تختزن فلسفة الشفاء والسلام. موضحة عدة نقاط مشتركة في بناء الحضارات  التي تمثل مرحلة الصحوة بعد الخراب، وبتضاد تفاعلي مع المكان الذي نقلته من المفعول به الى الفاعل الحسي والجمالي المؤثر في النفس وطبيعتها الباحثة للسلام.
 تستند الفنانة «زينة الخليل»  على اطر تشكيلية واخرى بصرية حركية،  ومنها سمعية، لتستخلص اهم النقاط الفنية المجموعة في عوامل ايحائية ناشطة في تشكيل ذاكرة تمحو الغياب والخراب وما الى ذلك. مصاغة برسم مسارات للمكان، وبايجابية الصورة التحديثية له لاعادته الى الخارطة الوجودية،  وبتحدي نفسي لخلق الوهج الجمالي النابع من ارهاصات فنية ورؤى واضحة  في بناء بيئة  تساهم ببث الوعي الحياتي والجمالي في الغاء الغير ممكن حتى تحقيق السلام.
معرض الفنانة التشكيلية «زينة الخليل»  Zeina El Khalil في «بيت بيروت»  برعاية بلدية بيروت والمركز  الثقافي الايطالي بعنوان «الكارثة المقدسة: شفاء لبنان»