بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 أيار 2018 01:02ص معرض الفنانة مارال مانيس رمزية الضوء ومستوياته الفنية

حجم الخط
ترتكز لوحات الفنانة «مارال مانيس» ( Maral Maniss) على تحولات الالوان الحارة والباردة، وبتجريد يعتمد على رمزية الضوء ومستوياته الفنية ضمن سياق المراحل البنيوية للوحة.حيث تنتقل من حالة شعورية الى اخرى في لوحة تتضح فيها ملامح شاعرية ذات معنى ومبنى وخصوصية تشكيلية هي جزء من تلاحم مع اللوحة، وبتضاد مع الابيض الذي تجمعه مع الضوء. ليكون بمثابة الضوء المستقل برمزيته عن الالوان الاخرى، كأنه يمسك الالوان بتمرد تتجاوز به مانيس ميزة التجريد التقليدي كي لا ترزح تحت وطأة العفوية التي تمثل الرغبة في الانطلاق مع الالوان نحو الرمزية المحكومة بميزة تخيلات تتماهى مع مؤثرات اللون وتدرجاته، ومحاكاته للخطوط المتشابكة ضمن فضاءات تشكل كل منها اختصارات تجريدية، ممزوجة بتكوين عبثي يميل الى الخروج عن المسارات الضاغطة على سياق بناء اللوحة حيث نجد معاني الرموز الفنية في النسيج التجريدي هو التزام بنهج لا تنتمي اليه، وانما لجماليته مع سردها اللوني كنوع من التواصل التخيلي الذي يعصف بذهنية المتلقي من حيث المرتكزات التجريدية، والضوء واللون الابيض الشبيه بالوميض المستقل عن التعقيد او التشابك اللوني التعبيري والرمزي، بثنائية الحركة والفراغ والتوظيف الذي يتقارب مع البناء والمضمون، والاسلوب المرتبط بالمسيرة الجمالية في الفن . 
تختمر المعاني مع الاسلوب بتحولاته الدينامية كافة من الحركة للفراغات، ومن الالوان الباردة الى الحارة، وما بينهما هي لغة فنية يكتنفها الغموض التجريدي، واعادة تشكيل الضوء رمزيا مع اختصارات ذات اهتمامات زاخرة بالتفاصيل الغارقة بالاشارات التي تحمل علامات استفهام، تكشف عن اهمية الالوان في اظهار الرموز مع الاحتفاظ بقيمة المسافات والنظرة المغايرة للاشكال من خلال التجريد المحمل بعدة تأويلات. ترتكز كل منها على الاختلاط بين مفاهيم اللوحة الحديثة المتذبذبة بين التمظهرات التحليلية للضوء الذي يكسبها دهشة تترجمها في لوحاتها، كنوع من صياغة تتجلى في لحظة تطغى عليها حكاية ما ! تتركها غامضة كعلامات تعجب تثير فضول المتلقي من خلاله. ليغوص في اعماق اللوحة ويستكشفها بشكل صادم تدركه الحواس،  ويرسخ في الذهن.  لانه كالتوحد بين اللون والخط والضوء والنفاصيل الاخرى،  وكأنها حكايات الزمن اليومية التي ينتج عليها سلبيات وايجابيات، وما هي الا نوعا من مظاهر حسية تترجمها ريشة تنفعل، فتؤكد الى مزاجية فنية تستمد دراماكيتها من المشهد الباطني المستقر في تخيلات النفس المشبعة بمحبة الحياة، والباحثة عن محو الصراعات والعودة الى المحبة والسلام . فهل خطوط الضوء في لوحات « مارال مانيس» هي بريق السلام الذي تبحث عنه؟ 
تتوالف التفاصيل الفنية في لوحات الفنانة «مارال مانيس» مع بعضها فتولد حكايات تعكس جوانب عديدة من اسس فنية تعتمد عليها للتعبير عن احاسيسها من خلال النسق التقنية الجامعة لعدة اساليب نجمعها في اسلوب غرائبي يمثل التفاعل الفني مع اللون والخط والفراغات، والاشكال ومحاورة كل منها برهافة وشفافية لمشاهد تدور في مخيلتها، وتمنحها نوعا من التصادم الواقعي الذي تبث هيمنته الفعلية الريشة من خلال الخربشات المنسابة مع ايقاعات الخطوط وتوتراتها حيث تؤانس الضوء المخيم على جزئية من لون يتصاعد نسبيا مع تدرجات الضوء، كاشارات لانفلات اللون من التقيد بالتعبيرات المخنوقة تجريديا. لتنتمي الى التجريد والتعبير الرمزي الذي تسقط عنه الاقنعة التشكيلية بغرائبية المزج الذي تصوره بقسوة وليونة، وباحلام وواقعية تاركة للمتلقي خيالها الفني كمفردة لها ايقاعها الخاص. 
تتميز لوحات الفنانة «مارال مانيس» بالوان غنية بالمعاني ذات برودة رغم حرارة الالوان الاخرى، وبتوهج لحكايات غرائبية مبطنة من حيث الضوء وتواجده وحدّته مع اللون الابيض الذي يبدو رقيقا في لوحة تمزجها برمزيات وفقا لرؤيتها الخاصة. او لموضوعية الريشة الباحثة عن خط تتوحد معه بوعي فني يساهم فعليا في خلق تجليات شاعرية رغم التخبط بين الواقع والخيال، والتعبير والتجريد والرمزيات الفلسفية المساعدة في استبعاد قساوة الواقع .  لتترك للمتلقي لذة اكتشاف خبايا جمالية اومتعة نفسية في استخراج الرموز من تجريد هو طمس لحالة تحجبها بصريا، كصراعات تبددها وتستبدلها بخطوط الضوء او الامل في محو الخلافات والعيش وسط الجمال اللوني والفن المحاكي للانسانية او للطبيعة البشرية المولودة على الجمال والسلام . 
 معرض الفنانة «مارال مانيس» Maral Maniss في «غاليري اكزود» Equipe Exode ويستمر حتى 29 أيار 2018. 

dohamol@hotmail.com