عندما تبلّغنا بيان النادي الثقافي العربي المعلن عن بدء التحضير لمعرض الكتاب تراوحت ردّة الفعل بين الإستغراب والإعجاب.
الاستغراب من الإقدام على هذه الخطوة وسط ظروف يعرفها القيّمون على النادي كما نعرفها نحن ويعرفها الجميع تقريباً، فمن الوضع الاقتصادي المنهار إلى السياسي المعقّد إلى الاجتماعي المشحون، كل هذه الظروف أو حتى بعضها ليس لمصلحة إقامة أهم تظاهرة ثقافية في البلد.
ومن ناحية أخرى، الإعجاب بهذه الجرأة في اتخاذ القرار رغبة في إعادة الحياة إلى مدينة يكاد نبضها أن يتوقف وفي إقامة المعرض بعث للحياة في الموات، وبكل تأكيد كان هذا هو القصد من القرار بالقفز فوق كل المعوقات والإشكالات التي حصلت فعلاً، واقتضى الأمر تدخّل الجيش لحلّها..
من ناحية ثانية لا نستطيع أن نهمل الإنجاز الذي تحقق وما تتطلّب من جهد على كافة الأصعدة واستطاع إثبات الهدف الأساسي من محاولة بث الحياة في شرايين المدينة، ولكن المخاطر كانت تحيق بمجمل النشاط وكانت أيدي المحبّين على قلوبهم طوال مدة المعرض..
أما من الناحية المادية فلا نسمع إلّا صراخ أغلبية دور النشر التي شاركت في المعرض لقلّة المبيعات وهذا أمر طبيعي وفقاً للحالة الاقتصادية العامة في البلد.
نعلم ان نقاشات طويلة دارت قبل اتخاذ القرار إلى أن رجّحت كفّة على كفّة..
هل كان من الأفضل تأجيل إقامة المعرض؟.. حقيقة لا أستطيع الجزم، وهل تحقق الهدف من إقامته؟ أيضاً لا أستطيع الجزم..
في النهاية القرار بمجمله وتقدير النتائج بمجملها بيد القيّمين على الشأن في النادي الثقافي العربي أحد منارات الثقافة العربية.