بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 تشرين الثاني 2017 12:00ص معرض للفنّان زوهراب جسيمات اللون النغميّة

حجم الخط
فرك الفنان زوهراب (Zohrab) في لوحات  تقريبية جسيمات اللون النغمية،  لتكون موسيقاها مرتبطة بالتقارب الانتقائي الذي يرسمه بدقة وبتحسينات بصرية لها سكناتها التي ينطلق بها من شكل الى شكل ومن لون الى لون  مستخدما الاسس الاولية لبناء اللوحة وفق عناصر التظليل وبنمذجة اولية لمفهوم انطلق منه في كل معرض قدمه «زوهراب»  واستطاع من خلال الابتعاد عن الرتابة والتكرار،   وان بتفصيل مشبع بالضوء الذي رافقه، كلغة زوهرابية خاصة لها سرها ومكمنها في لوحات تستمد من الحياة المحبة والامل والاشراق، وبالقوى الحسية المؤسسة بصريا لمساحة يقسمها بمعايير مؤتلفة مع بعضها البعض.  لتكوين الاضداد الجزئية بملامح اللون وفيزيائيته،  كنظم استثنائية  تشكل عدة نظريات في اللوحة  قبل البدء في التكوين.
كتلة من الايقاعات المختلفة يوزعها  زوهراب كوميض موجي،   ليتمم الفكرة التي تنشأ من الفضاءات التخيلية للنور الذي يجذبه كفراش يبحث عن الفراغات،  كي تتضح معالم درجات الالوان بين الصياغة والفهم التقريبي لها.  ليلغي بذلك حدود الاشكال عبر الدلالات وتكنولوجية الحركة حسب مستوى العين والتشخيص المرتبط بالمضمون، واعادة تشكيل المفردة في تركيب فني هو النسيج المتكون من الادراك التشكيلي وصفاته في رسم المعالم الجمالية التي تغدو كقطعة ذهنية تثير الحواس،  وتوحي بالتفاعل الموضوعي مع الكون والطبيعة والحياة،  وثلاثية فلسفية استكملها «زوهراب»  بلوحات ذات مقاسات كبيرة،  وبأوصاف اللوحات التقريبية التي قدمها كأشكال فنية عن افكار مجردة من المكان والزمان والحدود المادية،  وان ضمن الرسم  المحيط بالجوهر،   وبتجسيم لموسيقى البصر الناتجة عن مجازات الارتحال بالنور نحو الجمال المطلق المتمثل بالرموز المتمسكة بالعائلة والمحبة للمساحة التي تعلق بها «زوهراب»  دون ان يتجاوز الخط والشكل والفراغ والضوء والانطباعات العامة.
تتميز اعمال الفنان» زوهراب»  برصانة تشكيلية في الشكل والمضمون،  والاسلوب المرن في اظهار البساطة المتخيلة، وبانجذاب  يسترعي الاهتمامة عند المتلقي.  وفق نسق اختياراته في البنى الموضوعية وتنوعها الحسي، ان من حيث الضوء وقوته او خفوته وغالبا ما يشعر المتلقي انه كالنور الذي يكشف به عن اعماق الخط وسر تحولاته او من حيث الكينونة الروحانية التي يتركها بين الفراغات او في العين عند رسم اخته ان في الرسم التقريبي او في الرسم الاكتمالي المكتسي بتوصيفات عقلانية بالتوازي مع وجدانيات اللون والعاطفة الضوئية  ليترك للريشة فيما بعد سجيتها للتنقل بحكمة مع غريزة الفنان ومقاصده الفنية المصغية الى الذات وانطباعاته في خلق التفاصيل الصغيرة داخل لوحة تضج بضوء الحياة.  
استكشاف يعززه التحليل اللوني في لوحات  تنبعث منها حالة المشاعر الايجابية التي تغمر الريشة الضوئية الباحثة عن صميم الوجود عبر اللون وكنه الخط،  وقوة الخلق  الفني الاصغر،  ومنشأ الدهشة التي تصيب الحس البصري دون مبالغات نقدية. اذ تتباين الظلال في اعمال الفنان «زوهراب»  كماورائيات تنقلنا الى الخلود الذي اشتهاه وتركه في لوحات تلامس الواقع والخيال،  وبطبيعة الفصول كافة والخطوط ايضا.  والالوان الداكنة والفاتحة  وبمتغيرات خلاقة توحي بالثقة والامل  والانعتاق، والادراك والكينونة المادية والاثيرية،  وبتكثيف يصوغه بانضباط يحيل اللوحة الى مشهد ينمو ويزدهر بالحركة،  وبالوعي الناتج عن الايمان بالموت وقوة الحياة الخالدة فيه، وان وفق اشكالية المعنى وتخليده عبر طقوس الرسم،  وما تحظى به مساحة اللوحة من جمالية الحس الانساني عند زوهراب.
في لوحات «زوهراب»  تهتدي الحواس بالنور المنبثق من اللوحة،  كنافذة مفتوحة تفصح عن سر الوجود، وتدرك اهمية الخروج من الفراغات باللون المنتمي الى نسيج يكتنه الكثير من المؤثرات المخبوءة طي الوانه، وتجاوزاتها الطبيعية المتجذرة بقيمتها التشكيلية ذات النهج الجمالي في الضوء والظل  والمساحة وبتحاور تتكافأ معه المكونات الطبيعية بلمسة صوفية وفق المعنى الانساني وقضايا الماورائيات والاتصال الحسي بالضوء وقيمته الحياتية.     
معرض للفنان «زوهراب» (Zohrab) في «غاليري اكزود»   (Galerie Exode) الاشرفية ويستمر حتى 2 كانون الاول 2017.

[email protected]