بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 نيسان 2019 12:07ص من الأمّي؟!

حجم الخط
الأرقام التي أعلنت منذ مُـدّة حول الأميّة في العالم العربي هي أرقام مخيفة، تثير الرعب من حيث تخيّل الهاوية التي تسير إليها هذه الملايين من البشر..
وبغض النظر عن دقّة مصادر الاحصاء أو الدراسة وعما إذا كانت الأرقام صادرة عن (الكسو) أو غيرها فالحاصل انه لو كان الفرق عدّة ملايين بين ما أعلن وما هو دقيق فالواقع كارثي.
وغوصاً في الموضوع..
لا أدري إذا كانت الجهة المعلنة عن الأرقام قد حدّدت ماهية (الأميّ) وما هو تعريفه بالضبط؟..
فالانطباع الأول لما توحيه الكلمة ان (الأمّي) هو من يجهل القراءة والكتابة. ولكن هذا ليس صحيحاً، وليس دقيقاً فهناك درجات من الأميّة أظن انه من أجل الوصول إلى الأرقام التي أعلنت فأنه يشمل الدرجات جميعها..
هناك (الأمّي) الذي يجهل القراءة والكتابة بالفعل..
وهناك (الأمّي) الذي يحسن القراءة والكتابة لكنه يقرأ ولا يفهم..
وهناك (الأمّي) الذي يقرأ ويفهم الكلام وفق ما يناسبه هو وليس وفق صحة القصد..
وهناك الأمّي الذي يملك المكتبات الضخمة التي تحوي آلاف الكتب لكنه لا يقربها إنما هي جزء من «ديكور» عام للإيحاء..
وحول هذه النقطة تحديداً لا بدّ من سرد هذه الطرفة كونها قد تضفي بعض المرح وسط كل هذا القتام العام..
يقال والله أعلم ان تاجر مواد ممنوعة في منطقة ما طافت الأموال بين يديه فقرّر أن يبني قصراً وهذا ما حصل، بُنيَ القصر كاجمل ما يكون وجهّز بأغلى المفروشات ومن بين غرفه خصّصت غرفة للمكتبة..
ثم أمر موظفيه فانطلقوا يشترون آلاف الكتب ورصفها في رفوف المكتبة.
وعندما أبلغ ان الأمر قد أُنجز حضر للمعاينة، وعندما دخل الغرفة وجد ان المسؤول عن التوضيب والرصف بحالة ارتباك سأله عن السبب فقال انه وزّع الكتب على الرفوف لكن كمية بقيت للرف العلوي مشكلتها ان قياسها أطول من فراغ الرف وانه حاول التغيير والتبديل دون جدوى.
ضحك وقال: أغبياء... الحل موجود وسهل هناك (منشرة) بالقرب من هنا خذوا الكتب الطويلة إليها ودعوهم ينشروها وفق قياس الرف...
أغبياء... وهذا ما حصل.. والأمّية مذاهب...