بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 أيلول 2020 12:00ص من تحت الردم!..

حجم الخط
حصل انفجار المرفأ وسبّب من المآسي ما سبّب، ومن الخراب ما يقرّب المناطق المنكوبة من هيروشيما وناكازاكي.

وحسب الدراسات فإن وجود الاهراءات ببنيانها الصلب صمدت في وجه العصف، وإلا لكان الدمار شاملاً في المدينة.

ومع ذلك لم تسلم بعض المناطق البعيدة من خراب محدود.

وفي عودة الى الاهراءات..

عند إنهيار ما يقارب نصف بنيانها أو أكثر توزعت موجوداتها من القمح على المناطق المحيطة بها.

وابتدأت ورش إزالة الردم والتحقيقات وتوابعها والرأي العام يتابع المجريات يوماً بيوم.

ثم أتت الحرائق لتكمل مشهد الدمار الكلي بحيث بات يصحّ تسمية المنطقة بالأرض المحروقة.

كل هذا ظلام دامس يلفُّ مأساة اجتماعية تبذل محاولات متنوّعة للتخفيف من وطأتها على المواطن الذي زارته الكارثة في عقر داره..

ولكن ما يحصل وما سنذكره الآن يُخفّف من حدّة هذا الظلام ويبعث نوعاً من أمل ليس بسراب..

قام الدفاع المدني ورجال الإطفاء بواجبهم في إطفاء الحرائق فتبللت الأرض بالماء..

ثم أمطرت قليلاً..

وفوجئ زوّار المنطقة بنبات أخضر يخرج من تحت الردم يعانق الشمس والريح، بشكل شوكة في عين الاعصار..

انها حبات القمح التي دفنت تحت الردم ورُويت من مياه الإطفاء والمطر خرجت لتعلن انه لا يأس مع الحياة.

هو الأمل.. وما أضيق العيش لولا وجوده.

خروج نبات القمح من تحت الردم بأخضراره مؤشّر على ولادة المدينة التي لا تموت من تحت وطأة ما تعرّضت.. وتتعرّض له من كوارث بألوان عديدة بينها السياسي طبعاً..

ستقوم من تحت الردم..

انها بيروت..!