بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 آذار 2023 12:00ص من مفارقات هذه الأزمنة

حجم الخط
... كُرِّمتُ أخيراً، بعدما كرّمتُ زهاء خمسين لبنانياً على أرض الوطن وتوارى بعدَها، بعضُهم، عن الأنظار!
والمناسبة.. بلوغي «السن القانونية» أو سنّ التقاعد، والكاتب الجامعي لا يتقاعد!
كُرّمتُ في 23 تشرين الأول لدى إلقائي محاضرة في مقهى «نجّار» الجبيلي، والمقاهي عموماً مٍُعَدَّة لارتشاف القهوة و«مداخنة» الأركيلة.. موضوع المحاضرة المستوى الجامعي في لبنان ومواصفات الأستاذ الجامعي المرتجى..
كُرّمتُ في اليوم التالي وفي هبّة عارمة من قبل زملائي في «آداب» الفنار (المتن) في أنطلياس، بمبادرة من «نجمها» المتألّق الواعد(*).
واني لآسف على الدولة اللبنانية العليّة لا تلتفت إلّا الى أصحاب المال والنفوذ المتوارث أو المدعوم، ولا تتذكّر الشرفاء العقلاء بخير!..
يبدو ان معظم علمائنا ومناضلينا الشرفاء، على ندرتهم، قَدَرهم أن يعيشوا حياتهم يعملون في صمت ومثابرة وجدّ ويخدمون الوطن بعيداً من مهرجانات الإعلام والدعاوة، ثم يذهبون في صمت أيضاً من غير أن ينالوا في حياتهم كلمة تقدير أو لفتة تكريم على أرض الوطن. وأحسبُ ان الإعلام في بلادنا مسؤول عن ذلك الى حدّ كبير، فهو لا يهتم إلّا بالنافذين أو بمن يعتنقون مبادئ المشرفين عليه أو مَن وراءهم، وفي التركيز على المستقوين أو «الزحفطونيين»، تختلّ الموازين وتهدَر القِيَم ونرى كباراً يقبعون في الظل وصغاراً يلمعون تحت الأضواء.
... وشكراً خاصاً للدولة الفرنسية التي أقدمتْ أخيراً، وحدَها! على إدراجي على لائحة قدامى أساتذها الجامعيين برتبة أستاذ شرف مع تغطية صحية كاملة لي ولأسرتي الصغيرة في منطقة «شنغن» الأوروبية، وذلك لانني درَّستُ اللغة العربية (لا الفرنسية!) وآدابها في جامعاتها منذ سنّي الحادية والعشرين..
يا له من زمنٍ عاهر!
--------------
(*) إشارة الى رئيس قسم الفلسفة في كلية الآداب - الفرع الثاني نجم بو فاضل.
أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه