بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 شباط 2023 12:21ص من نوادرهم (4)

حجم الخط
مع هذا العنوان نعود إلى بعض نوادر عبد الأمير عبدالله ظريف الوسط الثقافي، رحمه الله، كون نوادره لا تنتهي وبين الواحدة والأخرى، أخرى ثالثة.
في وقت ما كان عبد الأمير على علاقة جفاء مع الناقد والكاتب نزيه خاطر، رحمه الله، لأسباب تخصّهما وكان لا يكون في مجلس أو لقاء إلّا ويظهر هذا الجفاء من خلال كلامه..
ذات يوم، كنا في الـ«مودكا» شلة صغيرة بينها أنا وزهير غانم، عندما دخل عبد الأمير إلى المكان من مدخل المحل من جهة شارع عبد العزيز، فتوقف عند طاولتنا مسلّماً ومحيياً ثم التفت إلى طاولة قريبة يجلس إليها نزيه خاطر مع الصديق المخرج المسرحي العراقي جواد الأسدي.
فجأة توجه إليهما..
فوجئنا بتحرّكه، فنحن نعلم حقيقة الجفاء المستحكم بينه وبين نزيه خاطر، نراقب وننتظر ماذا يحمل من مفاجآة.
تقدّم منهما موجهاً الكلام إلى جواد:
- أهلاً، أهلاً جواد الحمد للّه على السلامة، لماذا تجلس وحدك؟ تفضّل واجلس معنا.. مشتاقين.
ذهل جواد واكفهر وجه نزيه وصدمنا نحن للموقف المحرج المختلف..
ساد الصمت.. وعاد بهدوء وجلس إلى طاولتنا كأن شيئاً لم يكن.
قال أحدنا ضاحكاً: لماذا فعلت ذلك يا عبد الأمير؟..
أجاب جاداً: لم أفعل شيئاً، فقط رحّبت بجواد.
- ولكنك قلت له انه يجلس وحده.
قال: أليس الأمر كذلك؟ تقول ان جواد كان جالساً معه؟.. لم أره يجب أن أراجع طبيب عيون!..
ذلك هو عبد الأمير كان يحمل نادرة وموقفاً مختلفاً في كل تواجد.
والغريب ان أحداً لم يكن يغضب من مواقفه أو يضمر له هذا الغضب لأنه كان كذلك.. يدمج الفكاهة مع الموقف المختلف.