بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 أيلول 2017 11:09م من وحي تكريمَي في جبيل

حجم الخط
كرم العرب دائماً أولئك الذين قدموا لامتهم ما يذكر فيشكر. بدأ ذلك التكريم منذ احتفوا بشعرائهم في الأسواق الأدبية، ومنذ علقوا قصائدهم على جدران الكعبة، ثم استمر على امتداد القرون. في هذا التكريم معانٍ كثيرة من اخلاق العربي التي تمثلت في الوفاء والود وإحقاق الحق، ووضع الأمور في موضعها الصحيح.
وهو أيضاً ظاهرة حضارة، لأن الأمم العظيمة المتحضرة، تولي الثقافة والعلم والفن والأدب كل العناية، وتكريم الذين ابدعوا في هذه الميادين من أبنائها هو أعظم تكريم. ويأتي التكريم اليوم في بلادنا، ولو خجولاً شخصيَّ الدوافع في كثير من الأحيان، استمراراً لماضي اممنا العظيم!. وانني لاعتز باختيار مدينة جبيل البيبلية التي استقبلتني أخيراً في رحابها، لشخصي بالذات مرتين واعتبرته تكريماً شخصياً لي من جهة، وتكريماً للادب والفكر والثقافة من جهة ثانية... اعتز به لانني اعتبر كل ما قدمته منذ سني الخامسة عشرة ولو غزيراً جداً، لبنة متواضعة في صرّح هذه الحضارة التي ابتدعتها العروبة العميقة الجذور التي اتشرف بالانتماء إليها.
اشكر جميع الذين اسهموا في إنجاح المهرجانين التكريميين لي انا الوافد من منطقة كسروان المجاورة ولا سيما الأستاذ كابي صفير المفضل على أبناء جبيل تعليماً للغة الفرنسية والذي ألقى كلمة بليغة بلغة موليير فيها الكثير من اللطف والايناس والتقدير واشكر كذلك الآنسة البجانية الراقية «سابين» على ما بذلت من جهود لتقديم المهرجانين في ابهى حلة. كما اشكر جميع من حضر من الأصدقاء من لبنان وعالم الانتشار معتزاً بتحياتهم وبتهنئاتهم، واجد في ذلك سعادة لا توصف، فليس هناك اجمل من الكلمة الطيبة التي تعبر عن الوفاء والود والتقدير.
وعلى الرغم مما أصاب الأدب في بلادنا من ضعف واسفاف وتقهقر، وعلى الرغم مما مُنِي به قيمون هنا وهناك على شؤون الكلمة من خور وخنوع واستسلام، فان الأمل في الخلاص، معقود على احرارنا الشرفاء العقلاء وعلى الشعب الذي بزغ منه جبران ونعيمة ونجيب محفوظ...