بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 أيار 2022 12:00ص من وحي فيلسوف كوري!

حجم الخط
لا يكاد يمضي يوم من الأيام إلّا ويتّضح للشرفاء العقلاء من البشر، ان تلاقي العقول من أفضل العوامل للتقدّم البشري. فعقل الفرد مهما تجلّى متفوّقاً في الذكاء، لا يستطيع أَنْ يلمّ بكل شيء حتى في الميدان الذي تخصّص به. كما ان عقل الفرد لا يمكنه أن يستغني عن غيره.
قرأت للتوّ نصوصاً معبِّرة، من هذا القبيل، للفيلسوف الكوري جين سونغ بي، رئيس المعهد الدولي للفكر التوحيدي، Jin Sung Bae: Unification Though Institute International, وهذا ممّا يحفّزني على القول أكثر فأكثر بهذا المبدأ الرئيس تحقيقاً للسلام في العالم.
لنتصوّر على سبيل المثال ان أديباً من الأدباء الموهوبين قام بدراسة شاعر من الشعراء المعروفين أو قصّاص من القصّاصين، كأبي نواس أو البحتري أو ابن الرومي أو مكسيم غوركي... ثم أخرج هذه الدراسة في كتاب، فهل يستطيع ذلك الأديب أن يدّعي لنفسه الكمال في تلك الدراسة بحيث لا يستطيع أحد من النقّاد أن يجد مأخذاً عليه؟ لستُ أظن ان أقل الناس إدراكاً يقرّ ادّعاء ذلك الأديب إذا ما وُجد.
ولو تصوّرنا ان عالماً اقتصادياً قام بدراسة جانب اقتصادي فإنه لا بدّ من أن يغفل عن بعض النقاط لأن الكمال للّه وحده. لهذا نرى المؤتمرات تُعقد في كل مكان، وحتى اليوم عن بُعد، وفي شتى الميادين. وإذا شئنا أن يكون تلاقي العقول ناجحاً، علينا أن نعنى بإعداده وتهيئة كل ما يحتاج إليه المجتمعون - غير المتآمرين! - وأن لا ندعو الى اللقاء إلّا المتخصصين الذين يأخذون الأمور بمأخذ الجدّ!
حظيت ككاتب جامعي وسفير السلام، بكثير من المتعة والفائدة، إذ لقيتُ في عشرات المؤتمرات شرقا وغربا مجموعة من الاخوان في البشرية، الذين يعتزّ الإنسان بمعرفتهم.
وسط الالحاد الجارف واللاأدرية والضياع الروحي على العموم، ينبغي أن نبحث عن الجوامع المشتركة التي توفّق بني البشر. الصراط المستقيم دعا إليه السيد المسيح واستقام عليه المسيحيون المقسطون الذين جعلهم القرآن الكريم شهوداً مع الله والملائكة علی التوحيد المنزّل (آل عمران 18)..
المسيحيون وأهل القرآن أمّة واحدة في توحيد الله (الأنبياء 92، المؤمنون 53) وإنْ زاد الانجيل على التوحيد تفسيراً منزّلاً لحياة الحي القيوم في طبيعته الواحدة الأزلية. والإسلام تسليم للّه وحده في ضجة الدنيا والدولة والمادة، وهو سلام بين الأمم والدول والأديان والثقافات المتنوعة، وسلامة للفرد والأسرة والمجتمع والبشرية، وسلم في نفس الفرد والأمة والعالم!
إن إجماع أهل التوحيد على «كلمة سواء» (آل عمران 64، التوبة 111)، وهذا ما نلقاه في «التوراة والانجيل والقرآن» ولدى جميع اخوتنا في الإنسانية! وفي ظنّي ان الملحدين واللاأدريين قد يتسحيلون أكثر أَنَسيّةً من بعض «المؤمنين» الذين يرتدون ثياب الثعالب لمآرب شخصية أو جماعية.
لذا، فلنطلب كرامة الإنسان ولو في الصين وكوريا وسواهما!
 

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه