بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 كانون الأول 2022 12:00ص مونديال فلسطين

حجم الخط
العالم برمّته على اختلاف بقاعه وإنسانه انهمك بمتابعة مجريات مونديال الكرة الجارية على الأرض العربية في قطر للمرة الأولى في تاريخ الكرة التي تستهوي مئات الملايين من بشر هذا الكوكب الذين يبحثون عما يلهيهم من نكبات ومصائب وحروب ومنازعات ومشاحنات.
لهذا المونديال تحديداً أكثر من وجه..
وجه انطباع كان سائداً بأن تنظيم نشاط بهذا المستوى كان محصوراً بدول تملك من الامكانيات الإدارية والتنظيمية من يؤهّلها لذلك، وأن لذلك مستوى حضارياً يجب أن يتوفر ولذلك فان العرب على الرغم من الإمكانات المادية لا يملكون هذه القدرة على تنظيم نشاط بهذا المستوى.
لكن تبيّن من خلال التنفيذ ان هذا المونديال كان من أفضل ما جرى من أمثاله سابقاً، بل ربما الأفضل وهذا سيترك دون شك تغييراً جذرياً في مستوى الانطباع الذي كان سابقاً عن الدول العربية والعرب عامة من الناحية الحضارية، على الرغم من مجريات التاريخ الذي يقول ان هذه المنطقة ورثت حضارة عمّت العالم يوم كانت مناطق أخرى تعيش عصر الظلمات. الوجه الآخر المهم، وقد يكون الأهم هو وجود فلسطين وحضورها في هذا المونديال، فالعلم الفلسطيني الذي رفرف في الملاعب وعلى المدرجات، إنما كان مفاجأة للعالم الذي ظن ان مرور الزمن سيغطي بطبقة سميكة من الغبار على فلسطين ووجودها في الوجدان العربي.
هذا في الوقت عينه الذي يذبح فيه الفلسطينيون في أرضهم على أيدي شذاذ آفاق أتوا من أقاصي الدنيا ليهجّروا شعباً من أرضه بادّعاءات يلفظها التاريخ ويلفظ أكاذيبها.
فلسطين تنغرز عميقاً في الوجدان العربي وهذا الدم الذي يُراق على أرضها، إنما هو تطهير لها من رجس أقدام لا بد وأن تعود من حيث أتت، طال الزمان أم قصر.
كانت المراهنة على تعاقب الأجيال ونسيانها لكن تبيّن ان أجيال جديدة تولد ويولد هم فلسطين معها.
هنيئاً لنا وجداننا.. وهنيئاً لفلسطين مونديالها.