بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 آب 2022 12:00ص نحن أفعالنا!

حجم الخط
المرء في نشاطه وليس بانفتال عضلاته. نشاطه هو نفسه دون سواه. محك المرء نشاطه ليس إلّا. والأشياء التي يتخلّى عنها ويتخلّص منها تكشف عن ذاته أكثر من تلك التي يحتفظ بها.
ان كل نشاط نقوم به هو إما نجاح وإما إخفاق في معركتنا لنمسي ما نبتغي أن نكون. حتى إن المرء يعرف بالحريّ من خلال مواطن فشله. ولكننا لا نستجلي أي جانب من طبعه الى أن يقوم بعمل ما. ان ما نفعله هو أهم مما نحن عليه خصوصا إذا كان القيام بعمل ما هو من صميم مهنتنا. ان نعمل يعني أن نكون. وان ذاك الذي يسعى لانتزاع صيت حسن بالاستناد الى ما يتوق إليه ويصبو، عبثا يحاول.
ثمّة بون شاسع بين الإنسان الذي يتشارك في نشاط ما والبطل الذي يجرؤ حيث لا يجرؤ آخرون. ومهما يكن من أمر، فإننا نحكم لأنفسنا أو عليها بالاستناد الى شعورنا بقدرتنا على العمل، في حين ان الآخرين يصدرون أحكامهم إزاءنا بالاستناد الى ما سبق ان قمنا به. والحال ان أعمالنا تحدّدنا بقدر ما نحددها.
ولئن صحّت هذه الأقوال في بلاد الناس، فإننا نرى معظم مسؤولينا قبل سواهم يقولون الشيء وعكسه أو انهم يقولون شيئا ويفعلون ما هو خلاف له. ذلك ان مصالحهم تختلف بعد حين وآخر. ذات سوانا واحدة عموما في حين انها -أكانت فردية أم جماعية- تتكوّن مما نأخذ وليست قائمة في جوهرها بل في أعراضها وليست منطلقا لشيء يُذكر!

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه
 (بوسطن)