بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 حزيران 2019 12:04ص نسبية هي

حجم الخط
نسبية هي ساعاتها ودونها تعيش حياتك والجناح كسير

ساعات تأتيك لدقائق معدودة فتراها كالقمر المنير

وساعات تأتيك في مناسبات جميلة فيحها كمسك العبير

إذا اتتك أحضنها بكلتا يديك مستفيداً منها قبل أن تطير

لا توصد باب قلبك عليها كي لا تتركك غير آبهة وتسير

لأنك لا تنالها دائماً بل لأوقات محسوبة ليس لها نظير

اللسان يترطب بذكر اسمها ويعمر قلبه محبة وينسى كل مرير

دع مكانها في قلبك مصاناً لا تفسدها كن أنت لها النصير

كي لا تكن يائساً في غيابها وتفرط حزناً من سخط مبير(1)

بها تشعر نفسك مالك الدنيا وانها لحياتك البشر البشير

حين تدخل في شغاف قلبك يصبح وجهك حسن النضير(2)

تمسَّك بها وارتوي منها فهي لك كماء عذب نمير

منها ترى حياتك ضاحكة كشمس مشرقة وتمنحك العيش الغرير(3)

ربما تستشعرها في عمل صالح من ولدك أو لسبب صغير

ربما تستشعرها بعطاء لغيرك كمحتاج لك أو فقير

فتكون بالنسبة لك بتكريم غيرك لك بمنزلة الأثير(4)

وأحياناً تأتيك لأسباب جوهرية فتكون العين منها قرير

وأحياناً من كلمة طيبة من عزيز فتصبح بها ولها كالأسير

هي كلمة واحدة لك فقط تغيّر مجرى حياتك كل التغيير

بها تعيش سعيداً ودونها تعيساً مصحوباً بدمع غزير

هي السعادة نعم السعادة تلك الكلمة تكون بحبها جدير

لو اهملتها تصبح انساناً يائساً وتعيش بعيش مرير

احضنها تمسّك بها دعها تجري في دمك كجري ماء الغدير

لا تفرط فيها صنها واحفظها شاكراً الله العليّ القدير

لا تخسرها لأسباب تافهة ضمّها إلى صدرك كرداء الحرير

كي لا تعيش طيلة عمرك حسرة وتحترق كنار الشر المستطير

فالأيام تجري والسنوات تتوالى والمستقبل غامض والعمر قصير



1 - مبير: مهلك، 2 - النضير: المنير، 3 - العيش الغرير: العيش الهنيء، 4 - الأثير: المكرّم.