بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 تموز 2019 12:11ص هل من وداع للكتاب؟

حجم الخط
أخذ الكتاب امتداده في جوانب متعدّدة في حياة الناس، لكأنه كائن حي يعايش الناس ويشاركهم حياتهم، وأصبح له في البيوت مكان خاص، كما أصبح له في المجتمع دار بل دور خاصة.

ان الكتاب مظهر حضارة في حياة الأمم والشعوب لأنه يعتبر من أهم مشخصاتها، فمن حقه علينا أن نتريّث عنده قليلاً لنرى أهم المعالم التي أرساها والمبادئ التي نادى بها، وهنا كانت أهمية حضارة الكتاب. 

فكما لا غنى للإنسان عن رغيف الخبز فمن البديهي انه لا غنى عن الكتاب.

هل صحيح ان الكتاب اليوم بدأ رحلة الوداع في دنيا البشر، وان جهازاً صغيراً سوف يجمع كل شيء...

ان هذا الصديق الوفي لم يعد يجد الرعاية في بيت أو وطن أو زمان، وقرّر أن ينسحب اعتزازاً بكرامته وتاريخه، لقد قدّم للبشرية أعظم عقولها وقدّم للإنسانية أروع إبداعاتها.

ان وداع الكتاب ليس قضية عادية خاصة ان هناك من يؤكّد انه ينسحب في هدوء ولا أحد يعلم ما هو مصير الكتب التي أصبحت جزءا من تاريخ وحياة البشرية.

ان الكتاب يفقد كل يوم مكانته بين الناس بل أنه يقصد مكانته تماماً في المدرسة والجامعة ودور البحث. ولا ندري ماذا يبقى لنا بعد ذلك الى مستقبل تتمشرق له لوطن شروم بنائه حجراً وفندقاً وملهى وتترك ثرواته الفكرية وثرواته الحقيقية في المزادات العلنية.

ان التضحية بالكتاب ستكون جريمة حضارية أبلغ بنا الوهم حدّ التصديق اننا إذا بنينا أواسط المدن وأطرافها بالشاهقات والاسمنت نكون بنينا صورة الإنسان ووجه مستقبله.

ألسنا الوهم الخطير الذي جرّائه سيكون تلاشي وجودنا؟!

كان دائماً معنىً من حصون الحضارة بل كان أباها الشرعي.