تعقيباً علی مقالة الأسبوع الماضي التي كانت بعنوان (مليارات.. وعوز) اتصل صديق قارئ معترضاً قائلاً ان التعميم قد ظلم البعض وانه اعتمد مقولة (كلن يعني كلن) وهو لا يؤمن بهذه المقولة لأنها تأخذ في طريقها الكثيرين من أهل اليسر في البلد الذين لا يحملون بين أيديهم إلّا الخير وليس في قلوبهم إلّا مساعدة الخير العام ومد يد العون على الصعيد الخاص.
قلت له انني أتفق معه في المبدأ، ولكن هناك قراءة خاطئة لعنوان المقالة، فأنا لم أقل أهل اليسر أو الأثرياء وإنما كان التحديد لمالكي المليارات من النقد الأخضر الذي لم يستطع أحد مع جرد أسمائهم التي لا تتعدّى أصابع اليد أن يجد أية مواصفات إلّا تكديس الأموال فوق الأموال وتعزيز استثماراتهم في الخارج قافزين فوق الحالة الاجتماعية الكارثية الموجودة بين أبناء جلدتهم مع انهم يستطيعون بكل سهولة لمساهمة في تخفيف وطأة الكابوس المهيمن على الشريحة الأكبر من إنسان هذا الوطن، فأين المعامل والمصانع التي تأسست على أيديهم؟ وأين دعم المؤسسات الاجتماعية التي تبدو الحاجة إلى خدماتها ملحّة في هذه الأزمة؟!..
من جهة أخرى، هناك بين أهل اليسر العصامي الذي بدأ حياته من أسفل السلم حتى وصل إلى ما وصل إليه بعد الكثير من الجهد والعرق والسهر. ولا يقصّر بعضهم في القيام بواجبه المجتمعي تجاه أهله وان في الخفاء ودعم المؤسسات الاجتماعية النظيفة دون طنّة ورنّة..
هؤلاء لا علاقة لهم بما ورد في المقالة بل يستحقون الإشادة وزيادة يسرّهم إذ انهم يعملون لآخرتهم البعيدة عن تفكير أصحاب المليارات..
ضحك الصديق وقال: كم جميل هذا الاستدراك..
قلت: بل كم هو جميل اتساع مساحة اللون الأبيض في هذا الواقع الأسود.