بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 نيسان 2019 12:02ص هوية للمتنبي

حجم الخط
بعض المناكفات الثقافية تذكّر بما جرى في القسطنطينية وهي محاصرة بينما من يقوم بأمر النّاس فيها يغرق في حوار يبدأ ولا ينتهي وهو يدور في مكانه عمّا إذا كانت الملائكة ذكوراً أم إناثاً؟!..
وهذا يذكّر بالحوارات العامية في الجدل عمّا إذا كانت البيضة قد سبقت الدجاجة أو العكس.
وقبلها حتى في أهم مراكز منابع الفلسفة في العالم وهي الفلسفة الاغريقية كان هناك من سمّوا بالسفسطائيين والأمر معهم يشبه ما سبق ذكره.
وكأن الشعوب في فترات ما تذهب إلى اللغو، أما سبب ذلك فيرجّح البعض انه يعود للفراغ الفكري أو خلو الساحة من أهداف ذات معنى تجعل العقل يعمل بشكل له معنى وبالتالي اختلاف نوعية التفكير والذهاب إلى مواقع السمو فيه.
ما الدافع إلى هذا الكلام؟!..
الدافع إليه هو ما قاله فنان سعودي خلال إحدى المقابلات وما زالت التصريحات تنهال حول ما قال وكأنه اقترف جريمة ثقافية نكراء تستوجب محاكمته..
فماذا قال الرجل؟..
قال في معرض حديثه ان المتنبي من منطقة (عنيزة) في السعودية، وقامت القيامة الثقافية وانتصب ميزان المحاكمات...
كيف يقال عن ابن الكوفة انه من عنيزة؟..
رغم ان أهل الدار أدرى بما فيه.
وراحت التصريحات تمور ما بين المحيط والخليج حتى اعتقد البعض ان للمتنبي وكلاء منتشرون في كافة بقاع الأرض العربية وأوعز إليهم بتنظيم حملة ضد نقل نفوسه من الكوفة إلى (عنيزة).
هو اللغو الذي تحدثنا عنه..
هو الجدل حول جنس الملائكة..
هو النقاش حول البيضة والدجاجة..
المهم هو هل ينتقص من قيمة شعر المتنبي إذا قيل انه من عنيزة وقد يكون كذلك بينما هو من الكوفة كما يقول البعض؟..
ومن قال انه لم يكن راغباً في تغيير موقع ولادته وإقامته ليتحوّل إلى مكان فوق الأمكنة محلّقاً بشعره فوق كل هذا اللغط والجدل العقيم.
ماذا لو كان عارفاً بما يجري الآن؟..
ماذا كان يُمكن أن يقول من قال:
انا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
واسمعت كلماتي من به صمم
من كان يقصد يا ترى؟.. وهل ما قاله على علاقة بما يجري الآن؟ وهل يجب الاستحصال على إخراج قيد للتأكّد من مكان سجله؟!..