بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 شباط 2018 12:10ص واقع ثقافي مرير!..

حجم الخط
حدث ذلك خلال حضورنا إحدى الأمسيات الشعرية الأسبوع المنصرم، ولم يحدث ما يُعكّر صفو الجو الانيس الا موقف يبدو بسيطاً لكن دلالته ليست بسيطة على الإطلاق.
أراد الشاعر الذي يقوم بتقديم شعراء الأمسية الإعلان عن أمسية أخرى خلال تاريخ آتٍ فراح يتلو مضمون بطاقة الدعوة لحضورها.
إلى هنا والوضع عادي.
لكن غير العادي واللافت حصل عندما قرأ تحديد مكان الأمسية في مركز ثقافي معروف جداً وله حضوره الفاعل على كافة المستويات وتاريخه الطويل في المجال الثقافي.
فقال: شارع كذا... قرب مطعم كذا!!.
آي بات المطعم هو المعلم الأساسي والمركز الثقافي هو الثانوي.
سجل هذا على بطاقة اصدرتها هيئة ثقافية تعلن عن أمسية شعرية!!.
وهذا هو المضحك المبكي..
فلو ان الجهة الداعية اقتصادية مثلاً أو مصرفية أو حتى إجتماعية لكان الأمر مقبولاً.
ولكن الدعوة موجهة من هيئة ثقافية.
هل للأمر دلالة؟.
من المؤكد ان له دلالة بالغة السوء إذ ان المطعم بات أهم كمعلم من المركز الثقافي المعروف.
وهذا يناسب بالتأكيد من يهتم بتغذية الجهاز الهضمي أكثر من تغذية العقل وهم الغالبية بكل أسف.
انموذج يوضح الوضع الثقافي المتردي ويؤكد على عدم فعالية معظم النشاط والفعاليات الثقافية الحاصلة كل يوم مع كل ضجيجها وكثافتها.
إذ يبدو وكأنها تدق الماء في الجرن.
فمهمتها الأساسية رفع المستوى الثقافة للمتلقي والا فلا داعي لوجودها.
وما فائدة كل هذه التجمعات والهيئات والمجالس إذا لم يؤد نشاطها إلى هذه النتيجة.
وما يزيد من اسوداد الصورة انها تزداد عدداً كل يوم وكأن المطلوب هو الكم وليس النوع.
تبدو الصورة بالضبط كمن يغني لنفسه في غرفة نومه أو في مكان منعزل آخر.
هل نحن بحاجة إلى ثورة ثقافية؟!.
إلى انقلاب؟..
أم نكتفي بمجرد الكتابة... وكأن الحالة المرضية غير معروفة وبحاجة إلى تشخيص؟..
أم لقد اسمعت لو ناديت حياً         ولكن لا حياة لمن تنادي»