رسالة وجّهتها لي قائلة اكملي يا ابنتي في خطّ أسطرك وهوايتك
عبّرت لي عن اعجابك بقصائدي فأنت لا تراوغين حتى ولو كنت ابنتك
سررت وأحسست بالفخر كيف لا وأنت أديبتي ومنك استمدّ بركتك
منذ سنوات عمري كنت يا أعزّ الناس قدوتي وملجئي وأنا كبيرتك
في الإنشاء والقواعد والأدب العربي كنت مدرستي وفخراً للغتك
وتميّزت وتفوّقت في الامتحانات الرسمية بفضل تشجيعك وبلاغتك
والدتي مضى شهر وأنا توقفت عن سرد أحاسيسي فأين أنا من كتابتك
لأن قلمي خجل من قوة يراعك وروعة وصعوبة مفرداتك
فأنا غصن من شجرة مثمرة لأنني السهل الممتنع وأنت قاموس لعباراتك
ولكنني وبتشجيع لقيته في غداء كبير أقمته منذ أيام لصديقاتك
قررت بإذنه تعالى الكتابة والتعبير ولكن ما أصعب لأنني تلميذتك
وأحسست انني بعد انقطاع سأحاول أن أعود عساني أرضي فرحتك
كيف لا فهي لغة الفرقان وقد خصّنا بها جلّ جلاله وهي إيماني ونعمتك
فأنت يا أمي قد وصلت الى قمة الإبداع في طباعة ونشر أفكارك وحكمتك
ومجموعة كتبك قد وُزّعت في جميع مدن لبنان وهو وطنك وانتمائك وجنتك
والآن ما شاء الله في المكتبة الوطنية لك مكان خاص يحمل اسمك وكنيتك
حبيبتي بعد هذه المحاولة ستكونين الحكم في المضي أو التوقف ولن تزعجني صراحتك
فأنت تبدعين أكثر وأكثر ويجري قلمك سيّالاً كنهر من الماس بأدبك وبمسيرتك
وأنت يا نور عيوني لست فقط مثلي الأعلى وأنا أطلب دوماً رضاك ومغفرتك
بنظرة منك أعلم ما تشعرين به أطال الرحمن الرحيم عمرك مع شريك حياتك
فأنا حتى بوجود ابنتي وأحفادي لا أستطيع يوماً أن أكفّ عن زيارتك
فأنت عماد العائلة دنيا ودين وفكر قويم أدام المولى علينا بركتك