بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تموز 2022 12:00ص وجيه فانوس يرحل.. والقلم يكتب في يده

حجم الخط
الشيخ بلال الملا

رحل رئيس المركز الثقافي الإسلامي أمين عام اتحاد الكتّاب الّلبنانيّين الدكتور محمد وجيه فانوس رحمه الله، واليراع يكتب فيّاضاً في يده..
رحيل صامت صادم، فاجأ به الدكتور وجيه الجميع، لم يكن نبأ الوفاة المفجع متوقعاً، قيمة علمية وفكرية وأخلاقية راقية من زمن الكبار الكبار، ترحل بلا استئذان في عزّ العطاء.. لهو أمر مفجع ومفاجئ.. لكنها مشيئة الله عزّ وجلّ.
الدكتور الوجيه في كل شيء، فرّغ جعبته من كل شيء.. كان غزير العطاء في الكتابة والتأليف، يكتب بإبداع بلا توقف ولا حدود في الدين والأخلاق والسياسة والأدب والفن والثقافة.. وفي كل علم ومجال.. وكأنه كان يسابق قدره، ليقدّم أفضل ما عنده لأحب ما عنده.. وصلتني آخر رسالة منه قبيل الفجر بقليل، قلت في نفسي لعلّه انتهى منها الآن، ولم يشأ أن يحبسها في تطبيقات هاتفه..
لقد وهب الرجل قلبه وعقله وقلمه لبيروت ولبنان، فكان محط إجماع الجميع على وسطية فكره وقلمه وموقفه المتجدّد والمتنوّع كل يوم، نشيطاً مندفعاً يكلّ الشباب في مجاراته، حضارياً ومتقدماً في استخدام التكنولوجيا وتسخيرها لخدمة مشاريعه الإسلامية والوطنية والسياسية والعلمية والثقافية، لقد كان عدواً للتقاعد، فكان صاحب همّة عالية، يرفض الاستكانة أو الاستسلام للواقع الراهن.. كان صاحب مشروع كبير ورؤية ثاقبة، أسرّ فيها للكثيرين من المرجعيات الدينية والسياسية على اختلافها، وكان موضع ثقة وتقدير وقبول الجميع، وها هو اليوم يرحل وفي قلبه وجع صامت يشبه رحيله، ويترك كل هذا الإرث الكبير لمن يريد أن يخلفه في موقعه وفكره وأهدافه السامية من توحيد المسلمين إلى توحيد اللبنانيين.
برحيل الدكتور فانوس تخسر مدينته بيروت سنديانة باسقة معطاءة، لطالما ظللت بفيئها جوانب كثيرة من ساحات الفكر والأدب.. مدافعاً عن عروبة لبنان ومجاهداً بفكره وقلمه في سبيل فلسطين وقضايا الإنسان والمواطنة والوسطية..
رحمك الله يا دكتور وجيه، وغفر لك وأسكنك الفردوس الأعلى وعوّضنا عنك خيراً وألهم عائلتك وأصدقاءك وأحبابك جميل الصبر والسلوان.