بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 أيلول 2020 12:00ص وطنٌ.. 24 قيراطاً

حجم الخط
والقيراط هنا ليس بمعناه في المساحة والحصص وإلا لأصابنا الدوار وربما ما هو أقسى من الدخول في متاهات الحصص وما أدراك ما الحصص وما المحاصصة؟!

التي كانت (ولا تزال) أحد أهم أسباب ما وصلنا إليه من قاع في هاوية يبحث عن قاع..

إنما المقصود هنا هو القيراط الماسي الذي يُقاس به حجم وبالتالي قيمة الماس النقي وليس الخام.

فنحن دون شك لدينا وطن 24 قيراطا أنعم الله عليه بما لم ينعم على غيره من حيث المناخ والطبيعة والموارد التي يتمنّى غيرنا بعضها، وآخرها النفط أو ما اصطلح على وصفه بالذهب الأسود وهو الذي حوّله بعض سياسيينا مع نعمة مرتقبة إلى نقمة مستغربة!..

فجرى توزيع أحواضه كما يتم توزيع كل شيء في وطن معضلته التوزيع والتشتيت.

إذن..

لدينا وطن هو ماسة نقية 24 قيراطا قد لا يكون له شبيهاً حتى في تنوّع طوائفه التي يجب أن تكون مصدر ثراء وأنموذج يحتذى به على صعيد العالم.

ولكن.. ما علاقة أولي الشأن بهذه الماسة؟!..

وكيف تمّ التعامل ويتم معها؟!..

أفضل تشبيه لذلك هو التالي:

إذا أعطينا ماسة قيّمة لطفل يلهو خارج منزله في أرض موحلة، ففي اعتقاده انها مجرّد كرة صغيرة للعب واللهو... فيقذف بها خلال لعبه إلى حيث تضيع ولا يعثر عليها..

أما إذا أعطيت لمن يعرف قيمتها فيكون مكانها في خزائن مقفلة وآمنة للمحافظة عليها وعدم التفريط بها.

والسؤال الآن...

هل تعامل سياسيونا مع هذا الوطن الماسة 24 قيراطا كتعامل الطفل أم كتعامل من يصون ويرعى؟!..

ما وصلنا إليه يرجّح التصوّر الأول، وليس أفضل دلالة على ذلك من التردّي الذي وصلنا إليه وما يُمكن أن نصل إلى ما هو أكثر تردّياً..

لكنك يا وطني تبقى ماسة الشرق ومنارته على الرغم من كل هذا الضجيج وهذه المناورات وهذا الشدّ في الحبال التي ستنقطع في وقت ما.