بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 تشرين الثاني 2019 12:03ص وعي

حجم الخط
من الظواهر اللافتة في (الحراك الشعبي) أو (الثورة) أو أي تسمية أخرى، وبعيداً عن الغوص في متاهات الإعجاب والتأييد وكذلك علامات الاستفهام لدى البعض، والاتهامات لدى بعض آخر، وبناء الآمال والطموحات لدى شريحة كبرى من الشعب اللبناني بعيداً عن هذا كلّه لا بدّ من الوقوف أمام المستوى الثقافي للشباب اللبناني المشارك في هذا التحرّك.

العنصر الشاب هو الطاغي، ذكوراً وإناثاً، مع بعض الاستثناءات من حيث الأعمار.

الانطباع المأخوذ عن هذا الشباب سابقاً كان ابتعاده عن الحالة السياسية في البلد وانغماسه اما في دراسته أو في أنشطة أخرى، رياضية أو ترفيهية تساهم في هذا الابتعاد.

ولكن بعد بداية التحرّك والنهج الذي تتبعه الفضائيات المواكبة له من حيث استطلاع الآراء والبث مباشرة تبيّن ان الانطباع المأخوذ عن هذا الشباب سابقاً بحاجة إلى إعادة نظر.

إذ ان غالبية من يتم استطلاعهم وهم في مطالع العشرينات أو دونها يناقشون الوضع السياسي والاجتماعي وحتى الاقتصادي نقاش المحترفين المطّلعين بما فيه الكفاية على كواليس ودهاليز هذا الوضع.

فتسمع أحدهم يناقش الموازنة التي أقرّت نقاش الاختصاصي ويعدّد ما لديه من مثالب عليها ويعدّد مقترحات لسد الثغرات والفجوات التي تساعد على تحسين الوضع الاقتصادي وبالتالي الاجتماعي في البلد.

وكذلك الأمر بالنسبة للوضع السياسي والاجتماعي ويبدو على إطّلاع كافٍ على مراكز القوى السياسية في البلاد والتوازنات والتحالفات الحاصلة ويثني أو ينتقد مع تحليل يستند إلى مرتكزات تظهر انه على إطلاع لهذه الأوضاع على الرغم من صغر سنّه... وإغراءات هذا السن التي تدفعه للاهتمام بنواحٍ كثيرة.

وأيضاً ما يلفت النظر هو التركيز على الناحية الوطنية إذ غالباً ما نسمع عبارة: لا أريد أن أهاجر، أريد البقاء مع أهلي في وطني.. وهذا كلام يتناقض مع الفكرة المأخوذة سابقاً من حيث الوقوف أمام أبواب السفارات للحصول على تأشيرات تسمح بالمغادرة إلى ما وراء البحار.

هل غير الحراك والتواصل الجمعي من عقلية الشباب أم ان هناك بعض الظلم في الحكم عليه قبل هذا الحراك؟!..

هذا الوعي الشبابي العام يبشّر بالخير، واما المستقبل ليس قاصماً كما كان البعض وهم كثرة يظنون.

وان هؤلاء الفتية هم الذين سيمسكون يوماً بمقدرات البلد وهم على قدرة بأحداث التغيير بغض النظر عمّا سينتهي إليه هذا الحراك.

ولسنا في مجال تقييمه لا مدحاً ودعماً ولا اتهاماً وتشهويهاً.. إنما هي حالة معينة تستحق الوقوف عندها... فوقفنا...