بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 آذار 2020 12:01ص وقت الحشرة

حجم الخط
هو (وقت الحشرة) كما كان أجدادنا يسمّونه شأنه شأن الأزمات الكبرى التي تعصف بالبلاد.

هو وقت يحشر الجميع في زاوية أو بالأحرى في زوايا أهمها زاوية الخوف على النفس ومن نحب، وقبلها على الوطن بما فيه من بشر وحجر.. غمامة قاتمة تغطي الوطن يميل لونها إلى الاسوداد تنعكس على التصرف والسلوك ونمط الحياة اليومية بشكل عام.

والمجهول دائماً يبعث على الرهبة والخوف، فهذا «الفيروس» المتوّج بالدبابيس ما زال مجهول الترياق الذي يزيل خطره فيبقى حتى حين سيفاً مسلّطاً على رؤوس العباد والبلاد.

وتعمّم الكمامات والمعقمات ويبدو الداء مجسّدا في كل ما ترى عينك وتلامس يدك، وتصدر تعليمات بالتركيز على اليدين وتصبح المغسلة صديقة حميمة لا بدّ من زيارتها عدّة مرات في اليوم. وتبقى العزلة.. التي وان كانت جميلة وضرورية بعض الأحيان حين تكون بشكل طوعي لكنها كتنفيذ لأوامر وتعليمات تتحوّل إلى سجن دون قضبان.

في هذا الوقت تحديداً يجب أن تسقط كل معوقات التعاضد والتآزر، فالمصير واحد، سلسلة مترابطة من فرد الى فرد الى الجميع. وعليه فهناك أشياء كثيرة يجب الاستغناء عنها أو تأجيلها إذا كان ذلك أفضل بنظر البعض ومنها إيقاف المناكفات والتقاتل كلامياً خصوصاً على موجات التواصل الاجتماعي.

ولتوضع السياسة وتوابعها في مستودع مغلق مفاتيحه ضائعة حتى إشعار آخر.

فليس الوقت وقت تسجيل هنّات أو مآخذ، بل هو وقت الدفاع عن النفس في وجه عدو مشترك لا يعترف بكل أنواع وأنماط الايديولوجيا والولاء... ولا بفقير يُعاني أو غني يفيض ماله إلى حدّ التحويل إلى الخارج.

لا يقضي على (وقت الحشرة) هذا إلا العلم، فقط العلم، لا السياسة ولا الاستراتيجيات والايديولوجيات، ولا أجهزة المخابرات وصراعات الدول على مصالح الآخرين..

غداً... يخرج علينا العلم بالدواء الشافي المعافي وتولي الغيوم الداكنة الأدبار الى غير رجعة.

يبقى الدرس الذي يجب أن تتعلّمه الأمم ومن يتولّى زمامها مفاده ان الإنسانية واحدة، في تضامنها الخلاص وفي تنابذها الفناء.