بات للبلد الآن حكومة كما في كل بلدان العالم، وان كانت الولادة قيصرية أو أصعب، ولكن الأمر حصل وهناك حكومة تحكم..
وبغض النظر عن «تخبيص» بعض الوزراء الذين قدّموا عند دخولهم شمعة على طولهم من (الحفاضات) إلى المحارم الورقية إلى آخر الجدول الذي أثار الاستغراب والتعجّب وبعض المرح الذي يفتقده الناس وكان كلامهم يناسب الوضع القاتم.
وبعد البيان الوزاري والثقة الجامعة والتصريحات المبشّرة بالخير العميم.. ماذا الآن..؟
النّاس شبعت كلاماً ووعوداً..
النّاس لم يعد يهمّها المحاور داخلياً وخارجياً ولا يهمّها المناكفات الصبيانية ولا حتى أسماء الكتل ومرجعياتها ولا حتى من يكون في الحكم وخارجه.
النّاس يهمّها أمورها الحياتية التي أرجعتها الحالة إلى قرون خلت، ففي أواسط أفريقيا ومجاهلها وفي غابات الأمازون ليس هناك مشكلة كهرباء وماء ومحروقات ودواء.. فتوقفوا عن الكلام والتصريحات.
ابدأوا بحل مشاكل من أنتم في موقع المسؤولية عنهم. التعريفات الشخصية عنكم تدلُّ على (هارفرد) وجامعات عالمية أخرى..
هذا جيد.. ولكنه لا يعني شيئاً أمام المعضلات الحياتية الحاضرة..
شمّروا عن سواعدكم وسجّلوا لهذه الحقبة من التاريخ ان ثلّة من النّاس قد حلّت مشاكل النّاس وقامت بواجبها تجاههم لأن القضية قضية تكليف وليس تشريف، ان قمتم بهذا سترفع لكم الأيدي تحية وتقديراً..
وان فشلتم كمن سبقكم فستلعنون كما لعن من قبلكم..
والأيام شاهدة.