لولا فسحة الأمل لما أسرعت إليك عائدة يا درّة الشرقين يا لبنان
لولا بحرك الرائع وست الدنيا لولّينا الهروب من الظلم والاستبداد والبهتان
لقد مللت ولم أعد أستطيع تحمّل نشرة الأخبار المشمئزة لما فيها من أحزان
لماذا استبحتم بلادي دون ورع ولا مخافة المولى وبكل تعسّف وهوان
حتى أصبح وطني الأكثر فقراً فاقتصاده معدوم فبئس سياستكم فهو يعاني من الحرمان
استجداء للقمة العيش وطوابير الذل لتحصيل رغيف الخبز فيا لهول البعض منكم من عقاب الرحمن
أنا لا أُجمل ولكن أتكلم عن بضعة من حكامنا الذين أقمعونا لأنهم بلا ضمير ولا وجدان
كلما تحطّ الطائرة في مطار بيروت يدقّ الفؤاد مهلّلاً عند رؤية أروع الشطآن
نعم أصبحت أمضي أوقاتي بين رياض الجنة وست الدنيا لؤلؤتي وجيد الألماس لأجمل الأوطان
فهو مسقط رأسي وبجباله قضيت أجمل أيام طفولتي بين أحراج الصنوبر والسنديان
وطني يمتاز من شماله لجنوبه بمدنه الساحلية التي تنعكس سماؤه على بحره كفيروزة رائعة الألوان
وجباله الشاهقة حلم كل من يحب التزلج في بلد عربي يكتسي بثلج نقيّ يكلله كالصولجان
ناهيك عن منطقة الشوف الخلّابة التي تسبّح الخالق دائماً فيها دير القمر وبيت الدين والأمان
وشمال وطني ودور العبادة والأديرة الأثرية وتدفق الشلالات وحسن ضيافة جميع السكان
وما يميّزه تمتّعه بمناخ رائع وفصوله الأربعة وجنات المروج التي تعبق بالياسمين والريحان
فأرجوك أبقى صامداً لقد أنصفك التاريخ وتغلّبت على كل احتلال ظالم عبر الزمان
وأعود وأتمنى منكم يا حكامنا أعيدوا إلينا جنة خلدٍ استطاع النهوض بفضل شعب قوي كالصوان
ولا تشرذمونا وتهجّرونا من أطباء ومهندسين وعمال وتوقفوا عن تقسيمه كقطعة من الأجبان
واعلموا ان الله جلّ جلاله أن دمّرتم بلادكم وسرقتم أموالنا سيصليكم في سعير جهنم والنيران
فتوبوا إلى رب العالمين واستغفروه وابدأوا بالإصلاحات فوراً أما آن الأوان
فلبناني جريح ينزف دماً وهو مقطّع الأوصال والفراغ الرئاسي يخيف الشابات والشبان
ولكن لا أرجوكم ابقوا ولا تيأسوا وساعدوا ولا تتخلّوا عن جوهرة ربانية نادرة هي لبنان
وتذكروا بفخر انجازاتنا العالمية والأدبية والثقافية ولا تنسوا ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران
ومتّعوا نظركم بطبيعة خلّابة تتميّز بها أرضنا الخصبة لتنتج التفاح والحمضيات والرمان
فيا رب العالمين احفظ فخر انتمائي وعزّة نفسي وابعد كل يد آثمة تدمّر وطني بأمر من أشباه الشيطان