بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

20 كانون الأول 2018 12:05ص 5 سنوات لغيابك!!

حجم الخط
5 سنوات مضت وكأنّها الأمس.. 5 سنوات وذلك الصباح المشؤوم ليت نوره لم يُشرِق.. ودام الليل حاملاً معه الأمل بغدٍ منير.. 
5 سنوات في كل يوم وليلة أستذكرك.. وأظنّني أغرق بين أمواج كابوس بشع سأصحو منه حتماً.. ومع انبلاج الخيط الأبيض من فجر اليوم التالي.. كاسراً حلكة الليل القاتل.. أتيقن من أنّك مضيت إلى حيث الملكوت الأعلى ولن تعود.. ولكن يبقى الأمل يحدوني علّي ألقاك قريباً..
5 سنوات مضت وابتسامتك لا تفارق لا العين ولا الخيال.. إذا ما ضحكتُ تغمر ضحكتي الغصّة.. وإذا ما شكوتُ تبكيك روحي.. وإذا ما ضعفتُ لا أجد يدك لتقويني..
5 سنوات أوشكتُ خلالها أنْ أكون إلى جوارك أكثر من مرّة.. وكم كنتُ سعيداً بأنّني سألقاك.. فلا همّني وجع ولا آلمني سقم.. بل كل ما فكّرتُ فيه أنّني على مرمى حجر من لمس طهر نور عينيك.. لأتدفأ برضاك عني.. وأبقى إلى جوارك إلى يوم يُبعثون..
5 سنوات وأبوّتك التي منحتني قبساً منها أبت لقائي.. لأنّ هناك مَنْ لا يزالون بحاجتي.. وطفلة سندها في الوجود أنا.. وأخرى ما زالت بين يدي الرحمن في علم الغيب.. وأمّهما كما أمي.. فلمَنْ سأتركهن جميعاً؟.. وكلّي إيمان ويقين بأنّ عدل الرب من حنان الأب..
5 سنوات تخونني الكلمات كلّما أناديك أو أناجيك.. وجمر غيابك يحرق في أعماق الصدر.. وجرح فراقك لم ولن يندمل إلى يوم الدين.. وسأبقى كلّما زرتُ مثواك الأخير.. أجثو على ركبتي والأمل يحدوني بأن أرفع المحيّا فأراك منتصب القامة أمامي.. مارداً يحمل عنّا جميعاً أوزار دنيا فانية.. وأثقال قدر محتوم..
5 سنوات ورحيلك أثقل وأثقل وأثقل من ذي قبل.. بل كلّما مضت الأيام تنعكس الآية.. فلا ألم الفراق تبلسمه الأيام.. ولا وجع الاشتياق تداويه السقام والهموم.. بل يزداد عمق الوجع حتى يبلغ العظم وكأنّه سرطان يسري في العروق.. 
5 سنوات كلّنا مشتاقون إليك.. وها هي السماء يوم رحيلك تبكيك كما كل عام.. فتنهمر دموع الزمان لرحيلك.. وترتّل قطرات المطر آهاتٍ الوجع لغيابك يا بابا.. رحمات الله عليك وإليك..


أخبار ذات صلة