بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

21 حزيران 2018 12:00ص Happy Father’s Day

حجم الخط


على وقع طبول «المونديال».. وفي ظل رفرقة الأعلام والرايات المزدانة بشتى ألوان الطيف.. طلبت إبنة السنتين ونصف السنة من والدها زيارة «الحَمَامَات».. حيث سترمي لها بعضاً من حبوب القمح.. وتركض خلفها فرحة بطيرانها.. مفزوعة من «ملاك صغير».. يتراكض خلفها على عجل..
وأبداً لم يرفض طلبها.. بل لبّى بكل سرور وانشراح.. فهي قلّ ما تطلب أمراً أو «تنق».. «بدها هيك وهيك».. فيمّم وجهه شطر ساحة النجمة في وسط العاصمة.. حيث تتجمّع الحمائم البيضاء والرمادية والسوداء.. مؤكدة أنّ الحياة موجودة ها هنا رغم ما مرَّ ويمر..
بلغا الموقع المطلوب.. والفرحة من عينيها تقفز.. وما أنْ ركن السيارة لم تتمالك نفسها.. سعت لفتح الباب علّها تلاحق مخلوقات الله.. فتمسك هذه وتطيّر تلك.. ووالدتها تنبّهها من السيارات العاديات على عجل..
ولكن حول وسطية الساحة.. حيث تتّخذ الساعة الضخمة موقعاً لها.. كان الحال مغايراً هذه المرّة.. فلم تجد «الحمامات» منتشرة.. بل سجينة الشرفات والأعالي.. دون أن تتخذ من الدرب.. مسرحاً لهبوطها وانطلاقها نحو الفضاء.. كما أنّ زينة وألواناً وأعلاماً وأضواءً استوطنت مرتع لعبها.. فاستدارت صوب والدها مستفسرة: «وين راحوا الحَمَامَات.. ليس ما في حَمَامَات؟!».. 
وفيما الدمعات اللؤلؤيات بدأن بالتجمّع في مقلتيها.. اقترب منها ليطمئنها بأنّ «الحَمَامَات» رحلت إلى منزلها.. وبأنّه بعد الاحتفال بـ«المونديال» ستعود إلى موقعها.. لتطير في هذه الناحية وتحط على ذلك الرصيف.. لكنّها أبت استيعاب الكارثة بغياب صديقاتها «الحَمَامَات».. وهطلت كرات الماس على وجنتيها.. رافضة الانصياع والاقتناع بغياب الأصحاب..
وفجأة صدحت الموسيقى.. وتعالت النغمات معلنة انطلاق الاحتفال.. فما كان من «الملاك الصغيرة».. إلا أنّ نست «حَمَامَاتها».. وراحت ترقص وتتمايل على الإيقاع.. متماوجة مع الموسيقى.. ومردّدة ما تلقفه مسمعها من كلمات.. فشاركها والدها بالرقص.. لتهيم وتتدلّع عليه مردّدة ما فهمته.. من إحدى الأغاني المهنئة بـ«عيد الأب» قائلة: «happy father’s day».. 






أخبار ذات صلة