بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

6 أيلول 2018 12:05ص My Hero

حجم الخط
بالأمس القريب البعيد أخبرتكم عنه.. وأبلغتكم عن مآثره معي.. وعن صولاته وجولاته في دنيا آلامي.. مكفكفاً دمعي من جهة.. ومرمّماً جرحه من جهة أخرى.. وساعياً إلى رأب صدعي.. وبلسمة وجعي.. وإذ بالأيام تخبئ الأبشع والأكثر وجعاً وأشد إيلاماً..
كان يرفع ضيمي والألم يتآكله.. كان يواسيني والوضج يهتك روحه.. كان إلى جواري حامياً لظهري.. وسدّاً منيعاً في وجه حرب المرض الضروس.. وإذ به عليل سقيم متألّم.. أشكو له وجعي ويخفي عنّي وجعه.. أذرف دمعي أمام ناظريه.. ويحميني من ألا أتأثر لمرأى دمعه.. عاش الألم في دنيا فرحي.. سرقتُ من ملامحه معنى الابتسام.. فضحكت لي الدنيا بصديق لم تلده أمي.. وإذ به يكتوي بنيران السقم راسماً على محيّاه علامات الفرح.. ومردّداً أجمل الكلمات ليبث فيَّ كل معاني القوة والصمود..
تسلّل الخبيث إلى أمعائه.. وعزف على أوتار جسده النحيل.. فراح وزنه يتهافت وبعض من منابت شعره يتساقط.. وتهاوت الضحكة على إيقاع الوجع.. كان يبكي الليل وحيداً.. حاسرا ذاته بين جدران أربعة.. كي لا يشعر المحيطون به بعمق الألم.. ورغم ظهور العديد من علامات المرض عليه.. إلا أنّه كان أبرع وأبدع من أنْ يظهرها.. بل تدثّر بثوب القوّة وحمل فوق طاقته.. ومضى في درب جلجلة العلاج الكيميائي.. متحدياً انهيارات العمر وزلازل الحياة.. بل تجلّد وتسلّح بقوّة إيمان.. ظنَّ نفسه عنها بعيداً كل البُعد.. لكن وحدها التي كانت سلاحه في زمن الانهزامات النفسية..
عنه أخبرتكم بأنّه صورة من ملاك ووجه من وجوه الطهر.. فإذ به أيضاً وأيضاً جلمود صخر يتحمّل الآلام والصعاب والمشقات.. لأنّ عزّة نفسه وكبرياءه منعاه من قول: الآه.. فأبى الضعف خوفاً على مَنْ يحبونه.. قبل أنْ يخاف على نفسه..
عن My Hero أخبرتكم في المرة الماضية.. متباهياً بالاسم والكنية والمكانة.. أما اليوم وللأسف وصوناً لمشاعر الأهل والإخوة والأصدقاء والأحبّة.. عنكم سأُخفي الاسم.. لأنّه جوهرة ستبقى وهّاجة برّاقة.. ورغم أنّ المرض لا عيب فيه.. إلا أنّه يبقى للعلي القدير وحده الإذن قريباً جداً بالشفاء.


أخبار ذات صلة