بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

9 أيار 2019 12:02ص أبحث عن الشهر الفضيل!!

حجم الخط
حلَّ الشهر الفضيل.. وحلّت معه البركات والنفحات الإيمانية.. على الأمة الإسلامية في أي بقعة من بقاع الأرض.. وأينما حلَّ الإسلام أو ساد أهله..

هي أيام ثلاثة انقضت من الشهر الكريم.. لم أر فيها رمضان الذي أعهده.. بداية من أهله الذين لم يتأسّوا به.. بل رأيت بلاد مسلمين بلا أهلها.. وإسلاماً تائهاً بين مريديه أو هاربين منه..  ورغم أنّني لن أغوص في أفعال المنافقين والثرثارين وآكلي اللحم الحي.. إلا أنّني رأيتُ المدخّنين ينتشرون في الطرقات.. ومبتلي الإفطار يجاهرون به.. وكأنّه ليس بهم حرج من علّه أصابتهم.. أو أغلب التقدير لأنّهم ما استحوا ففعلوا ما يشاؤون.. ولأنهم (للأسف) براء من الأخلاق فجاهروا وفجروا..

أما الاحتفاء بالشهر فغاب عن طرقات وميادين العاصمة.. اللهم إلا بعض البيوت المؤمنة بقيمة الضيف الكريم.. أما المخازن فإعلانات سلعها «مالئة البطون».. سادت وسيطرت وتحكّمت.. والأسعار حدّث ولا حرج.. ونيرانها تحرق جيوب المواطنين.. المكتوية أصلاً بنيران الفقر المنتشر.. ورغم ذلك ترى المخازن الكبرى تحديداً.. ضاقت بالناس على رحابتها.. وكأنّهم لا يأكلون إلا في شهر رمضان.. أو إنّهم غسلوا أمعاءهم ويستعدّون لحشوها من جديد..

وفي المناطق لا ننفي أنّ بعضها يعيش معنى رمضان الحقيقي.. ولكن معظم جهودها تقوم بناء على مبادرات فردية.. فلا بلديات انبرت ولا دولة يسّرت.. والقليل القليل من الجمعيات ساهمت في التنشيط.. رغم أنّها سارعت بمجملها إلى «الشحادة» باسم الله والدين.. فارتفعت وتيرة التسوّل من الشارع إلى الشاشات المتلفزة.. لتنتشر إعلانات «أهل الخير» يتسوّلون إعلامياً.. بعدما تفاقموا على أرض الواقع.. 

في حين تبقى المسلسلات التي تُسمى جُزافاً «رمضانية».. والشهر الكريم منها براء.. فهي تسويق للفتن والصراعات وموبقات الحياة بكل أشكالها.. وحتى ولو كان من بينها التاريخي.. فنراه خرج من إطارها الإسلامي ليتلوّن بتأوّهات جواري السلاطين ودسائسهن.. إلى مكائد القصور وخفايا الأمور.. وزمن الانحطاط الإسلامي.. فإنّني أبحث عن الشهر الفضيل.. هل رأيتموه في بلادنا أم أنّه ما زال متأخّراً في الوصول؟؟!!


أخبار ذات صلة