بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

7 شباط 2019 12:00ص أبو البنات

حجم الخط

- «مبارك ما إجاك.. يربى بعزّك يا رب.. وتشوف ولاد ولادو»..
- «الله يخليك ويبارك بعمرك.. بس الله طعمني بنوتة متل القمر.. مش صبي»..
- «آه ما تواخذني.. يلا حلوين البنات.. صار عندك بنتين ما هيك؟!».
- «إيه ولله الحمد.. ما في أجمل من البنات بهالحياة»..
- «يلا ما تزعل.. إن شاء الله بتزينهن بعريس»..
- «ومين قال إني زعلان.. بالعكس الحمد لله أحلى نعمة.. خلقة متل البدر.. وصحة كاملة»..
ذاك مقتطف من حوار دار لمرّات عدّة.. بيني وبين عدد كبير.. ممَّن باركوا لي بميلاد كريمتي «أنابيل».. التي أكملت بدر حياتي.. مع شقيقتها «راشيل».. ليكتمل نصفا القمر..
هي شهادة أُدلي بها أمام الله وأمام عباده أجمعين.. لستُ حزيناً.. بل هي فرحة مكتملة.. فلا الصبي سيمنع عني الموت.. ولا الفتاة ستزيد في عمري ثانية دون سواها..
ولذلك فأنا «لن أعطي فرحتي لأحد».. وكم إنّني سعيد بلقب «أبو البنات».. خصوصاً بعدما نُديت به.. والله رزقني طفلتين.. أثمن من مال الكون أجمع.. بل هما زينة حياتي ودنياي.. لكنّني آسف ونحن في الألف الثالث ما زلنا نعتبر الفتاة نقيصة.. والولد «رح يشيل الزير من البير».. بل الفتاة عاراً من المهد إلى اللحد.. أما الفتى فهو الشرف والكرامة والإباء..
إلى كل شخص نسي أنّ التربية هي الأساس.. أقول: «إبنك على ما تربيه».. فالبنت أو الصبي بذرة غضّة تزرعها في أرض بور.. فإما أنْ ترعاها وتسهر عليها.. فتطرح خيراً.. وإمّا أنْ تهملها فتتولى «كلاب الشوارع» تربيتها.. فتنمو لتكون شوكة في حلقك.. أو خنجراً يخترق روحك.. وينتهك شرفك.. قبل أنْ يتولى القدر الإنتقام منك.. لسوء تربيتك له أو لها..
وأختم: «حلوة الأيام في عنيّا.. علشان خلّفت بنيّة.. ولا شُفت الأرض اتهدت.. ولا مالت الحيطة عليّا»..
 


أخبار ذات صلة