بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

31 آذار 2022 12:00ص أبويي قوي!!

حجم الخط
اقترب منها متفرعناً ومنتهكاً صفاءها في تلوين رسمتها.. وقال: «بس ليجي أبويي رح قلّه خليه يضربك لأنْ أبويي كبير».. فرمقته بنظرة فيها الكثير من الاحتقار قائلة: «أبويي أنا كبير.. وأبويي أكبر من أبوك».. وعادت إلى طلي رسمتها باللون السُندسي الأخضر..

فاستفزّه موقفها قائلاً: «أبوكي شو بيعملّي؟!».. وبالكثير الكثير من الثقة والفخر بوالدها قالت: «أبويي قوي.. وأبوك منّو قوي».. فانتفض: «مبلا أبويي قوي وبيقتل كل الناس.. وبيدرّبني وأنا اتدرّبت منّو».. فشاحت بنظرها عنه وقالت: «روح عنّي»..

هو فيديو تسجيلي أرسلته إلى هاتفي الجوّال معلّمة طفلتي إبنة السنوات الثلاث.. مُعربة عن فخرها وثقتها واعتزازها بأبيها القوي.. فيديو حرّك فيي كل مشاعر «الرجل الأوّل في حياة ابنته».. مشاعر البطل القادر على تجاوز الموت في سبيل أميرته الصغيرة.. ضحكتُ وأدمعَتْ عيناي.. فرحتُ وكبرَتْ فيَّ المسؤولية.. وكَبُرَ السؤال: هل سيمُدّني الله بالعمر والصحة لأكون قادراً على صون عطائه.. فأنجح بنقل هبته من بر الأمل إلى شط اليقين.. عابرة لرحلة محفوفة بالأشواك و»شر حاسد إذا حسد».. بل الكثير من «الأنفس الأمّارة بالسوء.. والوسواس الخنّاس»؟!..

أما تتمّة الفيديو فسجّلتها عيناي Live.. عندما عادتْ أميرتي Annabelle إلى المنزل.. مُتباهية بأنّها انقضّت على زميلها وسيم «غير الوسيم».. ولقّنته درساً في حُب الأهل والإيمان بالذات.. التي تستطيع اختراق الصعاب مهما كانت.. فالـ«بابا» بنظرها ودون أنْ تعي سندها وعضدها وفارسها وبطلها.. بل هو الصدر الحنون الذي تبكي عليه.. وهو اليد التي تربت عليها حين تحزن.. واللهفة التي تركض إليها إذا ما أصابها مكروه..

Annabelle وسنواتها الثلاث رسمت على وجهي أجمل ابتسامة.. وغرست في فؤادي أعمق علامة.. وثبّتت على كتفي أكبر مُهمّة.. بها وبشقيقتها آمنتُ وتيقّنتُ وأسلمتُ لله رب العالمين حين قال في مُحكم تنزيله: «المال والبنون زينة الحياة الدنيا»..   


أخبار ذات صلة