بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

18 كانون الأول 2021 12:00ص أجركُنَّ عظيم!

حجم الخط
جلستُ لأكتب بدلاً عن صديقة عزيزة على الفؤاد.. نتيجة لمُصاب جلل حلَّ بها.. لا أعاده الله عليها.. ولا على كل مَنْ يقرأ هذه العُجالة.. فبعدما ألمَّ بها وباء العصر «كورونا».. مُتنقّلاً بين أفراد الأسرة.. شاء اللعين أنْ يسترق «الحضن اللي بلم».. وخطف «القلب اللي بيعطي بلا ما يسأل».. بل على حين غفلة أصرَّ على أنْ تُغمضَ من مدَّ الرحمن الجنة تحت قدميها.. فارتحلت الأم والحبيبة والصديقة.. إلى حيث لا خوف ولا وجع ولا ألم..

عزيزتي أمل.. البقاء لله وحده عزَّ وجل.. وكما يقولون «اللي خلّف ما مات».. وأنتِ كما أعهدكِ سنديانة لا تنحني إلا للذي أنبتها.. صلبة كصخرة تتكسّر عند قدميكي أعتى المصائب.. متينة كأثر عن حضارة هزمت أقوى المُعتدين.. وليّنة كخيزرانة تتلاطمها الرياح.. لكنّها تعود للوقوف دون أي ضعف أو وهن..

صديقتي.. تعجزُ الكلمات في هذا الموضوع عن البوح.. بمدى الألم الذي يعتصر الفؤاد على مُصابكِ.. بل والعجز عن دعمك ومُساندتك نتيجة لإصابتكِ بالجائحة اللعينة.. وأنتِ من أشد الحرصاء على الإلتزام بالتدابير واتخاذ كافة الاحتياطات.. لكنّها كاللص تتحيّن الفرص وتسلّل لتنشل من بيننا عزيزاً فراقه أصعب من انتزاع الروح..

أختي العزيزة.. ألهمكِ الله الصبر وأنزل على قلبك وأخواتكِ السكينة على فراق والدتكن.. وألهمكُنَ من عزيمته راحة نفسية.. ورفع عنكُنَّ الوجع جسدياً ونفسياً.. فأنتن أدرى بأنّها إلى جوار خالقها ستكون أكثر راحة في زمن تاهت به خطانا.. ونحن نعدو خلف طيف الراحة والطمأنينة التي لم نبلغها.. فعظّم الله أجوركن وجمعنا وإياكُنَّ بأحبابنا في فردوسه الأعلى اللهم آمين..




أخبار ذات صلة