ما تعلنه المنظمات العالمية المعنية بنسب الفقر في العالم من أرقام، عن لبنان، تدعو إلى الهلع، إذ عندما تتجاوز أرقام ما تحت الفقر الـ80% تقول إننا على شفير مجاعة إن لم نكن نسبح في بحرها.
فأبسط الحاجات بالنسبة للإنسان باتت صعبة أو مستحيلة المنال، إذ قد نجد من يموت جوعاً أو من يقضي كمريض وهو بحاجة لدواء لا يطاله، أو غيظاً لضيق ذات اليد... واقع مخيف ومؤلم.
لكن الحاصل في الشريحة الحاكمة أنها كأنها تعيش في عالم آخر لا علاقة له بما يجري على أرض الوطن.
ترى هذا الواقع من خلال نوافذ قصورها وفيلاتها الضخمة القابعة على الروابي المشرقة من بُعد، أو من خلال زجاج سياراتها التي تحجب رؤية من هم في الداخل والظاهر أنها تحجب أنظارها أيضاً رؤيتهم لمن هم في الخارج.
لا أدري وهم قابعون على كراسيِّهم الوتيرة كيف يشعرون؟! أليسوا هم السبب في ما وصلنا إليه؟
إذا لم يكن هم فمن إذن؟
أليسوا هم المسؤولون عن حكم البلد وتسيير أمور أناسها؟
تتعدد أسباب الانهيار الحاصل ويتم تقاذف كرة المسؤولية ما بين داحس والغبراء لكن في النهاية هم الشريحة المسؤولة دون غيرها.
مشكلة هذا البلد هي في غياب المحاسبة. فلا حسيب ولا رقيب، لأن الحسيب والرقيب هو بعينه مَن تجب محاسبته.
غياب الثواب والعقاب يجعل الوطن بمجمله في مهب الريح وليس في حالة الانهيار فقط.
لكن ما العمل... إذا كان القاضي راضي»؟! و«حاكمك ظالمك».