في دراسة الأحداث السياسية والاقتصادية ورقصات سعر الدولار هبوطاً وارتفاعاً.. ضاعت بوصلة الحياة.. وما عادت الرؤيا واضحة.. الشعب يعيش حياة ضبابية.. إضافة إلى ضبابية الأجواء الطبيعية ونزول البَرَد على الأجساد الهزيلة.. مشهدية سوداوية لا تبشّر بالخير لا بالنسبة للضرائب ولا بالارتفاع الجنوني لأسعار السلع الحياتية..
الطاقم السياسي المتناتش على الزعامة.. يفرض نفسه واقعاً على حياة الناس.. هم يحصّنون أنفسهم بالملهاة.. والشعب تائه بين «خُذ وهات».. معركة رئاسة الجمهورية في أعلى مستوياتها.. وكل فئة سياسية تريد شروطها على المرشّحين لدعمهم.. وصهر الرئيس الصغير يحاول ملكاً لينط نط إلى كرسي الرئاسة.. وكأنّه لا يدري أنّ الشعب كان يعرف أنّه كان رئيس الظل الأسود لأسوأ عهد مر علی لبنان..
سألني زميل عزيز غادرنا إلى دنيا الاغتراب: تُرى ماذا سيحصل في المستقبل؟ وكيف هي حال الناس؟.. ضحكتُ ضحكة صفراوية من القلب قائلة: عن أي مستقبل تتحدّث؟ وهل اغترابك وبيع منزلك وترك كل حياتك ومعشرك لم يعطك الجواب؟.. عندما أخذتَ القرار كان الوضع أفضل بأشواط ممّا هو عليه الآن.. ولكن لو كُنتَ هنا لسافرت فوراً.. وتركتَ لغيرك أنْ يدبّر شؤونك عنك.. حال الناس هبط إلى أسفل السافلين.. والحكاية أنّنا بتنا نعيش ساعة بساعة بانتظار الرحيل الأكبر.. الحمد لله أنك «نفدت» من المشهدية الحالية رغم ألمك على الوطن.. لكن آلامنا من الوطن وناسه خلقَتْ لنا دوّامة بتنا نتلهّى عنها بالدموع الصامتة.. لا تتألم على الغربة.. فالغربة عن الوطن أصبحت قيمة إنسانية.. آه لبنان؟!
الكهرباء تأتينا ساعة كل 24 ساعة.. ووزارة الطاقة تريد أنْ تسلبنا سلباً.. نعم «مغارة علي بابا» لا تشبع من النهب العام.. والكل يعلم كيف أسّس لمسيرتها وزير تحوّل من إنسان بسيط إلى مليونير ويحارب ليصبح رئيساً.. تُرى من أين يأتي المواطن بالملايين لسداد فواتير الكهرباء التي لا تأتي؟
مرارة الأيام كبيرة في العتمة المُطبِقة على العقول والأجساد.. وعلى المستقبل الذي لا نرى بارقة أمل بأنّه سيكون مُضيئاً كما يليق بالإنسان؟!