بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

28 كانون الأول 2017 12:05ص أضيق من خرم إبرة!!

حجم الخط
أيام أقل من عدد أصابع اليد الواحدة.. تبقّت من هذا العام المشؤوم.. أيام أقل من أنْ نصفها بصفعة كف.. تترك آثارها وترخي آثامها على خد زماننا.. فلا أسف على عام أفل من حياتنا رغم أنوفنا.. ولا بكاء على أطلال سنة لم نر مع خيرها إلا أضغاث أحلام.. فلا استجداء لوقت من العمر هُدِر دون ثمار.. والعلّة كل العلّة «فينا»...
أما مَنْ «نحن» الذين أعنيهم بـ «نا المتكلمين» في «فينا».. فنحن مَنْ سكتنا على ميزان عدل.. اختلّت كفّتاه فهوت في مخالب الذنوب.. نحن مَنْ رأينا الحق جوراً واتبعناه.. والظلم عدلاً وناصبناه الموازين.. نحن الذين ما وقفنا في وجه كل طاغوت جبّار.. بل آثرنا دفن الرؤوس في الرمال.. فقرّرنا بكل خَيَار إجباري.. القبول بفرضه على أنفسنا.. أنْ نكون خرافاً تُهَزُّ لها العصا.. أو دواجن تُهشُ أيضاً بالعصا...
سنة تمر.. ولا أمل بما سيحمله العام المقبل.. فلا تغيير لا بالوجوه ولا بالمواقف.. بل إمعان بالكذب والدجل والفساد والفقر.. نرى مع نهاية العام شاشات التلفزة تتبارى في عرض مآسي الناس.. وتستجلب الدعايات والإعلان على وقع دموع الآخرين.. فهذه المحطة تخبرنا عن مريض ما.. وتلك تبلغنا عن معوّقة ما.. وغيرهما تسلّط الضوء على معوز أو فقير أو مشرّد... إلخ.. وكأنّ وجع الناس أصبح زادنا للعام المقبل.. علّنا نرطّب أيامنا العجاف بدمع تأثّرنا.. الذي ليس بيدنا إلا...
عام جديد نوشك أنْ نبلغ أولى محطّاته.. وإذ بنا نقع في براثن الاحتفالات والصخب والزينة.. وإنْ كانت كلّها جميلة وتُبعد قليلاً الهم عن القلب.. إلا أنّها بمجملها بوابة للفلكلور اللبناني «عجقة سير وما في غير جانح طير يوصّلني».. و»على صرف بنزين وتضييع وقت بهالطرقات».. وكأنّنا كنّا في بحبوحة وسِعة.. حتى يلحق بنا الطقس مآسيه ومصائبه.. فالأمراض على تنوّعها تسيّدت الموقف.. لتُصيب الكبير والصغير.. وتُدمي الجيوب والقلوب..
وعلى ما سبق نقيس ألوان مآسينا من كل حدب وصوب.. ولكن نُبقي «للأمل مطرح».. علّنا نجد في العام المقبل 2018 مطرحاً للنور.. ونحن أكثر إدراكاً بأنّنا نكذب على أنفسنا.. إلا أنّ باب الأمل لا يزال مفتوحاً.. ولو كان أضيق من خرم إبرة... 


أخبار ذات صلة