انتقمت ثلاث نساء في احدى الدول العربية من شاب عشريني اقدم على اغتصاب قاصر، فاستدرجن الشاب وعذبّنه حتى ان واحدة قامت منهن باغتصابه، هي ليست حكاية فيلم سينمائي، انها قصة حقيقية ، واذ كان اغتصاب الشاب لفتاة قصة تتكرر في كثير من الدول دون ان ينال الجاني العقاب العادل الذي يردع كل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجريمة، ولكنها المرة الاولى التي تنتقم بها المرأة للمرأة ولم تنتظر ان تنصفها عدالة دولتها التي على ما يبدو لم تلاحق قضية الاغتصاب الاساسية ولكنها اهتمت بما فعلته النساء بذلك المجرم فلاحقت تلك النساء واودعتهن السجن.
اعجب الخبر المرأة الثلاثينية ليس من باب تشجيع الانتقام ، ولكن الملفت في الموضوع بالنسبة لها ان المرأة بدأت تترجم فعلاً لا قولاً انها تتساوى مع الرجل في الحقوق والواجبات كذلك في الجرم، فان كان الرجل يعتبر نفسه قوياً ليسحق حياة فتاة بناء على نزوته او ما يعتبره رجولة، فان ما فعلته تلك النساء يضع النقاط على الحروف، فكما ان المرأة معرضة للتعنيف كذلك بات الرجل معرضاً لذلك، وعلى المرأة برأيها ان تأخذ العبرة من تلك النساء ليس في التعنيف بل بالمبادرة لإنتزاع حقوقها التي يحتكرها الرجل في كل الميادين ولتعرف ان قوة الجسد التي يتباهى بها الرجل تضمحل امام اتحاد قوة النساء، وإن كانت انوثتها تتحكم في استبعادها عن مراكز القرار ، فعلى « اللبوة » ان تكشر عن اسنانها وتنتزع من فريستها تلك الحقوق، ولا يظن الرجل للحظة ان تلك ابتسامة انثوية بل ان انياب اللبوة بارزة.