بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

4 حزيران 2022 12:00ص أهلاً بالمغتربين!

حجم الخط
يتفاجأ اللبناني عندما يسمع ان كل الرحلات «مفولة» الى لبنان حيث سيأتي اللبنانيون المغتربون لينعموا بصيف هادئ وجميل بين الاهل والاصحاب بعد سنة عمل شاقة.
جميل هو الخبر بحد ذاته فهو يعني مدى ارتباط اللبناني بأرضه وحرصه على زيارة الوطن كلما سنحت له الفرصة، لكن هذا المغترب كيف سيتعايش مع الواقع اللبناني، فهو يعيش في بلدان لا تعرف انقطاعاً للكهرباء والمياه او تفوح من شوارعها روائح كريهة كلما اعلنت شركات جمع النفايات الاضراب، أو الدواء غير متوفر فيها الا لمن استطاع اليه سبيلا،ولا تقفل الافران وتصطف امامها الطوابير الطويلة للحصول على ابسط مقومات العيش.
قد يقول البعض أن هؤلاء جاؤوا العام الماضي الى لبنان وخبروا ما يجري ، فلن يؤثر ذلك عليهم هم سيختارون النزول في شقق مفروشة أو شاليهات لا تنقطع فيها الكهرباء أو الانتيرنت، وقد يصطحبون اهلهم معهم، فينعم هؤلاء برفاهية العيش على ارض البؤس ولو لأيام قليلة.
أو كما يحلو للبعض ان يُصور المشهد من زاوية أن المغتربين الذين اقترعوا للتغيير جاؤوا متأملين ان يكون التغيير قد غيّر شيئاً من الواقع.
أما الحقيقة الساطعة والتي لن تجعل هؤلاء يمضون صيفاً جميلاً ومنعشاً هي أننا نعيش فترة دقيقة وخطيرة في حياة الوطن والاستحقاقات الداهمة مترافقة مع متاريس مذهبية وحزبية ستبدد الآمال بالقيامة المرجوة وستجعل صيف المغتربين حاراً قد يدفعهم الى قطع اجازتهم والعودة الى الدول الحضارية حيث لا يوجد تأليه لزعيم فاسد تهدر من اجله الارواح برصاصات ابتهاج طائشة، فأهلا بالمغتربين!.


أخبار ذات صلة