تمسّكت الأم بابنتها ذات السبعة عشر ربيعاً رافضة خروجها من المنزل قائلة لها: ألا تسمعين ما يحدث في الخارج... إن أكثر من 7 فتيات من عمرك اختفين في اقل من اسبوع، فكيف أسمح لك بالخروج؟ اما الفتاة، التي واعدت صديقاتها باللقاء في مقهى قريب، فقد ردت بعصبية على والدتها: ربما اختفت الفتيات لأسباب خاصة، لأنه كل واحدة اختفت في منطقة بعيدة عن الاخرى، فلا داع للخوف ولن أتأخر.
هذه هي حال معظم الامهات منذ اسبوع وأكثر مع توارد المعلومات كل يوم عن اختفاء فتاة او اثنتين او حتى ثلاث، من دون كشف مصير اي واحدة منهن، فهل نحن امام مسلسل او فيلم منقح لـ«ريا وسكينة»؟ فلا يوجد اي مبرر لعدم معرفة مصيرهن، في وقت تكتشف اي جريمة في غضون 48 ساعة. ألا يستوجب الامر من السلطات المحلية والامنية كشف ملابسات قضية الاختفاء هذه؟ هل هي عمليات خطف... ام هرب بدافع الحب... ام ماذا؟ كلها اسئلة موجهة الى السلطات الامنية التي عليها ان تطمئن الامهات اولا والفتيات ثانياً الى ان الاوضاع الامنية مستتبة.
ألا يكفينا ما نمر به من اوضاع سياسية متوترة واوضاع اقتصادية غامضة، حتى يأتي الوضع الامني ليزيد من نسبة القلق عند المواطن؟ فلا يمكن ان تكون الصدفة وحدها هي من جمع اكثر من سبع فتيات في اعمار وأوقات متقاربة ليلاقين المصير نفسه، وبات من الضروري ان يصدر عن السلطات ما يخفف من قلقنا وخوفنا على بناتنا من «الاختفاء الغامض».