بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

26 تشرين الثاني 2020 12:00ص اشتقتلك يا ماما!!

حجم الخط
لا يمنعها مطر ولا تحجبها حرارة شمس.. لا يُبعدها إلا سعيها من أجل أخيه وأبيه.. ولا يُثنيها إلا حركتها من أجل رونقة مرقده الجليل..

تسمعها تناجيه صبح مساء.. وتسأله عن سبب رحيله المُبكر.. فتذرف ما تبقّى من دمع في عينيها.. وترسل الدعوات إلى رب العباد.. أنْ يجعل النور من فوقه وتحته وعن جانبيه.. وأنْ يلهمها الصبر أو أنْ يحملها إليه.. فتلقاه غير عابئة بدار فناء مضى منها حبيبها وقرّة عينها.. وإذ بروح ورياحين من بكرها تسألها الصبر.. ويناجيها: «وأنا يا ماما بدِّك تروحي وتتركيني.. ما بيكفي صرت وحيد.. خيي استعجل الفلّة وما نطر حتى نفرح فيه»..

فتلتفت إلى نصف قلبها الآخر.. وإلى صدرها تضمّه.. وسيول الدمع تنهمر على الوجنتين.. والروح والرياحين تعم المكان.. وكأنّ عريس السما حضر.. فتناديه أمّه: «أي حبيب القلب أقبل.. ومن الشوق إليك رسول».. فاستدركها الشقيق سائلاً: «أوتظنين يا أمّاه أنّ روحه حولنا تحوم؟.. وكأنّ عطره في الأجواء يفوح؟.. حتى لكأنّني أسمع رنّات ضحكاته «تتقهقه» وبسماته على الوجع تتفوّق»..

فعجزت كلماتها عن النطق.. بل تحدّثت عيناها وكأنّها تقول: «ألا إنّني لله أسلمت ورضيت وقنعت.. ولكن شوقي إلى إبني وحبيبي يزيد ويتفوّق.. ووجعي إلى ضمّه لصدري وسماع عزف ما بين صدره.. يقول: اشتقتلك يا ماما!!».

ويهمّان معاً بالمغادرة.. فإذ بعينيها لا تبارحان حيث الطيور تحطُّ.. على جنان العريس الراقد كالنائم نوم الملائكة.. هانئ سعيد بلقاء ربّه الأكرم!!  

أخبار ذات صلة