بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

17 أيلول 2022 12:00ص اقتحامات مبررة

حجم الخط
من يتمعن بما حصل امس من اقتحامات للمصارف ،لا بد له من ان يتوقف أمام الاسباب التي دفعت المودعين لسلوك طريق «الزعرنة» كما اسموها هم من اجل الحصول على ودائعهم.
هذا المودع الذي وضع امواله امانة في المصارف غير مكترث لفوائده ومدى استفادة هذه المصارف من تشغيلها كان الهم الاول عنده ان يحفظ «قرشه الابيض» لليوم الاسود، الا ان اليوم الاسود جاء فلم يجد قرشه الابيض لأن المصارف قررت ان تستثمر امواله لتدين الدولة التي سرق مسؤولوها اكثر من 75 مليار دولار هي اقل من الدوائع التي لم يتبقَ منها سوى عشرة مليارات تقريباً ومن المتوقع القضاء عليها في الاشهر المقبلة.
فماذا يمكن لهذا المودع ان يفعل بعد أن خسر جنى العمر هل يصمت عن سرقته ام يحارب بكل قوته لإسترجاع امواله؟
ربما كانت الطروحات عن صندوق سيادي او صندوق تعافٍ تشكل مخرجاً للأزمة، ولكن هل يستطيع المودع المريض وهو بحاجة الى المستشفى أن ينتظر هذا المخرج أليس من حقه ان يقتحم المصرف ويأخذ امواله بدون أن تتم محاسبته، فكيف لقوى الامن او الجيش ان تعتقل المعتدى عليه وهو المودع ولا تلاحق السارق وهو المصرف؟ هل العدالة ان يتحول المجرم الى ضحية والضحية الى مجرم؟.
ليس من باب التبرير لإقتحام المصارف الا أنه لا يمكن لإنسان يملك مئات الالاف من الدولارات في المصرف أن يتسول ليعيش، فهل من المنطق ان يقبل بهذا الوضع ؟ نعم هذه الاقتحامات مبررة بعد أن اصبح كافة المودعين متسولين على ابواب المصارف التي كانت في الزمن القريب تغريهم بكافة الوسائل لوضع اموالهم لديها على اساس أنها امانة، الا يجب رد الامانات وفق الأديان والشرائع والقانون؟ لذلك هذه الاقتحامات ليست فقط مبررة بل مدعومة شعبياً لأن الشعب لم يعد يثق لا بمصرف ولا بمسؤول سارق.
أخبار ذات صلة