بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

25 تشرين الثاني 2019 12:00ص الأزمة.. وبناتها

حجم الخط
قد يقول قائل: وهل تلد الأزمة كي يكون لها أبناء وبنات؟!

أجل.. عندما تكون كأزمتنا تصبح كما الغيث يهطل على كل ما هو تحته مبتل.

بناتها هم نتاج الضائقة المعيشية التي يسبح انسانها في يمّها مرتبطا بقيودها لا يستطيع الفكاك.

ومن هنا (وتراهم سكارى وما هم بسكارى).

يسمع أحدهم حديثاً فتسأله مباشرة هل سمعت ما قيل؟.. فيقول: لا لأن سمعه كان في مكان آخر يردد صدى احتياجات منزله وضرورات حياته.

يمر امامه صديق مع تحية، وعندما يصادفه في اليوم التالي ويقول له عندما صادفتك أمس.. فيقول: وهل صادفتك أمس؟!..

كان بصره في مكان آخر يشرد مع فاتورة الكهرباء المتوجب دفعها ومع سعر قارورة الغاز واحتياجات الجهاز الهضمي.

يجلس امام التلفاز منتظراً نشرة الاخبار وعند بعض النقاش حول ما قيل خلالها يتبين له انه لم يسمع هذا البعض. لأن تفكيره كان محلقاً في مكان آخر حيث تختطفه الضائقة إليها وتعزله عن واقع ما حوله.

أزمتنا لا تشبه ما عبر..

فحتى مع الأيام السود التي عشناها مع رائحة البارود لم تكن هناك ضائقة معيشية كالتي نعيشها اليوم.

هذا إذا بقيت الذاكرة نشطة عند الكثيرين.

أخبار ذات صلة