عهرٌ.. عهرٌ.. عهرٌ ما بعده عهر.. في السياسة والتجارة والاقتصاد بشكل عام.. والعاهرون يحملون المعاول لهدم لبنان وقتل الإنسان..
انتهى شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار رمضان المبارك.. أعاده الله على الجميع أعواماً من الأمن والأمان دون غلاء فاحش هدَّ الأبدان.. لكن ما بعد أيام العيد استفقنا على مأساة الغلاء الفاحش الذي بلغ مبلغاً ترتعش منه الأذهان.. لا يمكنك أنْ تشتري بما تحمل شيئاً.. لا من البندورة ومشتقات الخضار ولا الحبوب ولا اللحوم ولا الفاكهة.. فقد أصبحت العين بصيرة واليد قصيرة.. البندورة بـ57 ألف ليرة واللوبياء بـ125 ألف ليرة حتى الحشائش ضربت أسعاراً خيالية وكأنّك تشتري الذهب.. في بلد عقل تجّاره ذهب إلى جحيم صنعوه للمواطن..
طبعاً أصبح المواطن المضطر يشتري بالحبّة.. وتتقاسم النساء الخسّة.. والحبوب حلّقت وأصبحت بأسعارها تسابق طيور السماء..
ملهاة الانتخابات النيابية ماذا ستكون إفرازاتها؟.. طبعاً المهيمنون على أمن البلد يضيّقون الخناق وهم عائدون إلى دعس الوطن والمواطنين تغريبهم عن واقعهم الذي أصبح أكثر إيلاماً؟!
أتأمّل الوجوه الواجمة من الحزن على الحال والمآل.. وتلك الصفراء من قلّة الغذاء والدواء.. وكأنّ داء الريقان قد حلَّ عليها.. تُرى هل يتحوّل لبنان إلى مقبرة جماعية في ظل سُبات الضمائر.. مع إنّ مرحلة سُبات الأفاعي انتهت وأطلّت برؤوسها للانقضاض على البشر..
سيّدة ترتعش وتتلعثم سائلة الخضرجي: يا فلان من أي كوكب جئت بخضارك اليوم؟.. يقول لها من كوكبنا ومن جهنم لبنان.. تتركه وتذهب وهي تقص على الهواء شكواها وكل مَنْ حولها في حالة ذهول..
أعرف أنّ الفساد المستشري قتل الإنسان.. ولكن مَنْ يُعيد الفاسدون إلى الرشاد؟.. أضرب كفّاً بكفٍّ ليس ألماً على شيء يخصّني لأنّني من هذا الشعب.. بل على آلام الناس التي لم تعد تجد طبيباً يصف لها الدواء المفقود ليزيل آلامها..
نعم أصبحنا نعيش في دولة الفشل والألم.. لكنّنا سنبقى نحارب للتغيير وإزالة الحثالات!!