بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

22 كانون الثاني 2021 12:00ص الحَجَرُ في فمنا الآن!

حجم الخط
لست اقتصادياً. لا أفهم بقوانين البورصات ولا بالهندسات المالية. لكنني أتحسّس على الأقل أن مالي قد سُرق مني. هذا ما يُكلّم اللبناني به نفسه .  حتى الآن هو يضع الحجر في فمه. غداً ربما يرمي به بعيداً جداً، قريباً جداً. السرقة باتت أكثر من موصوفة. بيد أن الصفات تلحق بالضحايا وحدهم. المذنبون يفلتون. يكفي أن يزدادوا ذنوباً حتى يُستهاب جانبهم أكثر. سرقة واحدة لا تكفي. عليكم أن تملكوا جرأة أكبر على ارتكاب الخطايا. 

فبين كل خطيئة وخطيئة ستجدون لكم غفراناً أكيداً. ذاكرة الناس تتعب. يُؤثِرون النسيان على المضي في المحاسبة. امنحهم وقتاً للبكاء وسوف يضطّرون من بعده إلى لملمةِ دموعهم. هكذا يمضي الذين يرهقون ذاكرتنا بسلام! وليذهب المال كلّه إذا كان الثمن هو الوطن. معادلة جهنّم. 

من يجرؤ على دسّ اصبعه فيها أو على كسر جبروتها؟ أما الحقيقة، فلتتأخر ما شاءت أن تتأخر. مَن قال إننا لا نحيا من دونها؟ مَن قال إنها واجب ديني وأخلاقي ووطني؟ تشدّقوا بالحقيقة كل يوم وسوف يكرهها الناس. ولا بأس إن أعطيتهم القليل منها كفارة عن أكاذيبكم. لسنا خبراء بالاقتصاد لكن نعرف تماماً أنّه يخدمكم ولا يخدمنا. 

عينكم على ما تبقى لنا من أموال بين أيدينا. وحشٌ بثلاثة رؤوس ننطحنُ بين أنيابه. يقولون سوق سوداء للدولار. يكذبون بكل الألوان وعلى كل الألوان. هل نصدّق هذه الكذبة المكشوفة أيضاً؟ أليس قانون العرض والطلب صنمكم الكبير؟ اقتصادكم الحرّ؟ سرّكم المصرفي الدفين؟ تحاصرون ما تبقى لقوتنا بثلاثة أسعار مختلفة. 

تقبضون فرق الضعف بين سعرين. واحد تفرضه مصارفكم زوراً وبهتاناً على أصحاب الودائع فيها، وآخر يفرضه سوقكم الأسود المتوحّش. هو أسود صحيح؛ لكن لأنّكم أصحابه الحقيقيون. لعبتكم مكشوفة. سرقتمونا وأنزلتم العقاب علينا. تقولون إن هناك 30 مليار دولار في بيوت الناس لا بد أن ننتزعها منهم. تحقدون على الناس لأنهم لا يريدون التفريط بأموال أبنائهم كما فرطّتم بأموال البلد. الحَجَرُ في فمنا الآن، فاحذروا أن ينزل إلى أيدينا قريباً!

أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!