بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

12 آذار 2021 12:00ص الحارس على الباب؟!

حجم الخط
ماذا أسمّي ما نحن فيه اليوم غير حرب شُنّت علينا من مكان قريب، فأعادتنا عشرات السنين إلى الوراء. حرب لم يكن لنا فيها حول ولا قوة. هل للشعب حقاً مقاومة تحميه؟ لنفحص الكرامة! هل أضعنا الحدود؟ كيف تحوّلت لقمة العيش فجأة إلى خطوط نار تمتد في كامل جسد الوطن ويحترق المواطن في جحيمها؟ لنفحص الحرية! إرادة مصادرة، أموال محجوزة، أفكار مقموعة. من أين ينبغي للتحرير أن يبدأ؟ لنفحص الأرض؟ أين الدولة؟ ليس للدولة جمهور مثل الأحزاب. للدولة شعب استولى عليه الجمهور. 

ولكل جمهور حربه وسلامه. وليس للدولة غير ما نمنحها إيّاه من هدنة مؤقتة. وللحرب فينا ألف حدود. فالجماهير لا تقف عند حدود واحدة. قد يُعلن جمهور ما انتصاره في مكان ولا يخشى الهزيمة في مكان آخر. لا يوجد شعب ليكون مسؤولاً عن الأمرين معاً. الجمهور لا يتبنّى انتصارات غيره، ولا يتأثر بهزيمة غيره. 

الوطن وحده يزداد انقساماً. والخارجون عن كل جمهور وحدهم يدفعون الثمن. نحن الشعب بلا أرض، الهائمون على وجوهنا في براري الجماهير. لم تُشنّ حرب من أجلنا قط. فقد كان لكل حرب جمهورها. وكان لكل سلام جمهوره. نحن الذين لسنا جمهوراً لأحد أو عند أحد كنّا ضحايا الحرب والسلم. لم يكن لنا من ليلنا سوى الحلم بدولة. ولم يكن لنا من نهارنا سوى الأمل بغدٍ آخر. ليس لنا عددٌ يدل علينا، ولا أعلام تلوّن وجوهنا، ولا قبضات تُلهب أعداءنا المفترضين. للحرب علينا ألف منتصر ومهزوم واحد. 

وهي دائما خاطفة مثل سيف بَرَق فوق عُنُق طرية. فكم غضةٍ أعناقنا تحت هدير الجماهير وهي تستعد لجولة جديدة في منازلاتها التي لا تخمد شراستها، حين يصبح الوطن ساحة لدمها ولعابها. ومن يسأل عنّا وسط معمعة المصالح؟ ها قد وضعت الحرب علينا أوزارها من دون مقاومة. فالحارس على الباب.. والبيت قد سُرقت جميع أغراضه من الشبّاك!       


أخبار ذات صلة