بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

22 حزيران 2020 12:00ص الحاكم.. والنرجسية

حجم الخط
يُروى عن الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز الذي لقّب بالخليفة الراشد الخامس انه كان في مجلسه عندما فرغ السراج من الزيت، فقام من مكانه وقام باللازم لإضاءة السراج فقال له أحد الجالسين:

- أأنت يا أمير المؤمنين؟!

فأجاب: ما ضرني؟ .. قمت وأنا عمر بن عبدالعزيز وعدت وأنا عمر بن عبدالعزيز..

مثال نسوقه في محاولة للتطابق مع من هم في موقع السلطة اليوم.. ربما في كل مكان.

خدم وحشم وحرس وعسس ومواكب مع مرافقات مسلحة وأبواق تزعق.

أما في المجالس فالأتيكيت هو الأساس من يجلس على يمين الحاكم فهو الأقرب والكثر نفوذاً، أما الجالس على اليسار فلا يتمتع بنفس القوة والنفوذ.

نرجسية مفرطة تجعل ما بين الحاكم والرعية هوّة غير قابلة للردم، أما إذا دخلنا إلى عالم علم النفس الذي أورثنا إياه السيّد فرويد، فعلى ماذا يدل ذلك؟!

وإذا أضفنا المثل العربي الذي يقول (الإناء بما فيه ينضح) نستطيع الوصول إلى ماهية العلاقة بين حاكم اليوم.. والمحكوم.

وهذا يوصل إلى سؤال مركزي..

فهل التحرّك الجماهيري الذي شاهدناه ونشاهده وسنشاهده قد ترك تأثيراً في من هم في مواقع السلطة؟

شك كبير في هذا التوقّع..

فمن يحيط بهم مهمته التبسيط من شأن المهم والتخفيف من ضغط الواقع، لذلك نرى ردّات الفعل لا تتوافق مع الحدث على الأرض. هل ذلك قابل للتغيير؟!

لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.


أخبار ذات صلة