بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

7 كانون الأول 2017 12:11ص الحجار تذكار!!

حجم الخط
دقّت ساعة الحقيقة.. وقُرِع في ناقوس الرحيل.. ذكريات وأيام وعمر من الشقاء.. الممهور بالقليل من الهناء والكثير العناء.. أزفت عقارب الزمن على الوصول إلى نهاية رحلتها..
اتصلت بـ«صاحبنا» ليلاً تخبره بأنّ العد العكسي انطلق.. وأنّ الخيار وقع عليه لتمثيل الأسرة في المهمة الأخيرة من عمر الدار الأوّلى.. فسألها عمّا جرى التوصّل إليه من توافق.. وهل ما عُرِض عليها جزيل بما يريحها.. ورغم أنّ الجواب لم يُسرّه.. إلا أنّه سمع في نبره صوتها.. تسليماً بمشية الرحمن واختياره..
وكان اليوم التالي.. وتمّت المهمة.. ووقّع «صاحبنا» بحبر الوجع على آخر وريقات الزمن الأوّل.. وحمل بين يديه أقصوصة من ورق تثمّن رحلة عمر.. وريقة أقل قيمة من ذكريات وأحلام ودموع وضحكات.. وريقة ليس بمقدورها أنْ تختتم معاني الحلم.. رغم اختلاف الصور وضياع الوجوه في رحلات العمر..
عاد إليها يبلغها بما اقترفت يداه.. وإذ بدمعة تهرب من بين الأوردة.. وتقفز خارج نزيف الحياة.. رافقتها ابتسامة تحاول إخفاء الألم.. وسرحا معاً يتأملان كل زاوية من أركان الدار.. هنا مشينا هنا بكينا هنا رقصنا هنا فرحنا وهنا وهناك وهنالك.. وفي كل ركن أخباره التي تتنوّع ما بين الوجوه وأصحابها.. حيث مرّت على تلك البقاع أجيال تلو أجيال.. تسرد لصفير الريح حكايا أحلامها بـ«بكرا الأحلى»..
مسح دمعتها محاولاً تقويتها.. ومدّعياً الجبروت فقال: «خلص ولا يهمك.. إذا ما شالتك الأرض.. منشيلك فوق روسنا وقلوبنا إلك.. وبالأصل إنتِ الأصل والأساس.. ولا يهمك كلو بيهون فداكي»..
وإذ بدت عليها بكل جلاء ووضوح علامات الحرقة.. وشواهد الأسى على انتهاء الرحلة على عكس ما اشتهت.. ردّت عليه قائلة: «الغالي راح والحجار تذكار.. والذكرى بتبقى بقلبنا وين ما رحنا.. وشو بتنفعنا الأماكن إذا أهلها فلّوا وتركونا».


أخبار ذات صلة