بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

23 كانون الثاني 2021 12:00ص الحساب الدنيوي

حجم الخط
يعيش اللبناني اليوم بين  خيارين احلاهما مر، خيار الالتزام في البيت تجنباً لاصابته بكورونا وخيار الخروج الى العمل خوفاً من الموت جوعاً، لقد مرّت على اللبنانيين ظروف قاسية طيلة سنوات الحرب والعربدات الاسرائيلية المتكررة على ارضه، ولم يمت احد من الجوع على حد تعبير وسيلة اعلامية، والأسلم للجميع البقاء في البيت حتى تنتهي ازمة الوباء حفاظاً على حياتهم وحياة من يحبون بعدما وصل عداد الموت وليس الاصابات فحسب الى رقم قياسي يسجل كل يوم حتى احتللنا بكل فخر المرتبة السادسة عالمياً والاولى عربياً.

كنا نتمنى ان نسجل المراتب الاولى في العلوم والرياضيات ولكن طلعنا «الطش»، مع التحفظ على التقييم المعلن ومستوى ذكاء الطالب اللبناني، لكننا اليوم سندخل موسوعة غينيس بقلة الوعي والفهم في الموضوع الوبائي، فكيف يمكن لشعب غالبيته من المتعلمين، ان لم نقل المثقفين، أن يستهتر بالوباء وبالتالي بحياته وحياة الآخرين بحجة «لقمة العيش»، نعم الوضع الاقتصادي صعب، ولكن نحن شعب هبّ ملبياً نداء الاغاثة بعد انفجار الرابع من آب، اليس حرياً بآلاف الجمعيات ان تهب الآن لإغاثة الفقراء الذين يتحججون بهذه «اللقمة» لمخالفة قرار الاقفال؟ ام ان هذه الجمعيات هي جمعيات وهمية تابعة لكبار الفاسدين في الدولة تأخذ حصتها من الوزارة ومن جيوب الناس ولا تعطي للناس؟

ان واجب التكافل الاجتماعي لا يعفي الدولة من واجبها تجاه هذه الشريحة التي تتسع يوماً بعد يوم في ظل الازمة الاقتصادية الخانقة، فلماذا لا يبادر اصحاب الفخامة والدولة والسعادة  لتخصيص جزء من  ثرواتهم غير المعروفة حدودها، لن نقول لكل فقراء الشعب اللبناني بل اقله لمن منحوكم اصواتهم حتى تربعتم على كراسيكم وضخمّتم ثرواتكم على حسابهم؟ او لماذا لا يبادر اصحاب السماحة والغبطة إلى اغاثة فقراء الرعية من اموال الاوقاف، ولكن الحساب الدنيوي على فقرائكم  آت وربما قبل حساب الآخرة!

أخبار ذات صلة